صاحب اليمن وتولاها سُلَيْمَانُ بْنُ شَاهِنْشَاهِ بْنِ تَقِيِّ الدِّينِ عُمَرَ بْنِ شَاهِنْشَاهِ بْنِ أَيُّوبَ بِاتِّفَاقِ الْأُمَرَاءِ عَلَيْهِ، فأرسل العادل إلى ولده الكامل أن يرسل إليها ولده أضسيس، فأرسله فتملكها فظلم بها وفتك وغشم، وَقَتَلَ مِنَ الْأَشْرَافِ نَحْوًا مِنْ ثَمَانِمِائَةٍ، وَأَمَّا من عَدَاهُمْ فَكَثِيرٌ، وَكَانَ مِنْ أَفْجَرِ الْمُلُوكِ وَأَكْثَرِهِمْ فِسْقًا وَأَقَلِّهِمْ حَيَاءً وَدِينًا، وَقَدْ ذَكَرُوا عَنْهُ مَا تَقْشَعِرُّ مِنْهُ الْأَبْدَانُ وَتُنْكِرُهُ الْقُلُوبُ، نَسْأَلُ الله العافية
ابن مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرُوسٍ الْفَقِيهُ الْحَنْبَلِيُّ، أَفْتَى وَنَاظَرَ وَعَدَّلَ عِنْدَ الْحُكَّامِ، ثُمَّ انْسَلَخَ مِنْ هَذَا كله وصار شرطيا بباب النوى يَضْرِبُ النَّاسَ وَيُؤْذِيهِمْ غَايَةَ الْأَذَى، ثُمَّ بَعْدَ ذلك ضُرِبَ إِلَى أَنْ مَاتَ وَأُلْقِيَ فِي دِجْلَةَ وَفَرِحَ النَّاسُ بِمَوْتِهِ، وَقَدْ كَانَ أَبُوهُ رَجُلًا صَالِحًا.
ابن الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ، كَانَ أَبُوهُ صَالِحًا وَكَانَ هُوَ مُتَّهَمًا بِالْفَلْسَفَةِ وَمُخَاطَبَةِ النُّجُومِ، وَوُجِدَ عِنْدَهُ كُتُبٌ فِي ذَلِكَ، وَقَدْ وَلِيَ عِدَّةَ وِلَايَاتٍ، وفيه وفي أمثاله يقال: نِعْمَ الْجُدُودُ وَلَكِنْ بِئْسَ مَا نَسَلُوا.
رَأَى عَلَيْهِ أَبُوهُ يَوْمًا ثَوْبًا بُخَارِيًّا فَقَالَ: سَمِعْنَا بِالْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ، وَأَمَّا بُخَارِيٌّ وَكَافِرٌ فَهَذَا شَيْءٌ عجيب، وقد كان مصاحبا لأبى القاسم ابن الشَّيْخِ أَبِي الْفَرَجِ بْنِ الْجَوْزِيِّ، وَكَانَ الْآخَرُ مُدَبِّرًا فَاسِقًا، وَكَانَا يَجْتَمِعَانِ عَلَى الشَّرَابِ وَالْمُرْدَانِ قَبَّحَهُمَا اللَّهُ.
الْبَزَّارُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْأَخْضَرِ الْبَغْدَادِيُّ الْمُحَدِّثُ الْمُكْثِرُ الْحَافِظُ الْمُصَنِّفُ الْمُحَرِّرُ، لَهُ كُتُبٌ مُفِيدَةٌ مُتْقَنَةٌ، وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ، وَكَانَ يوم جنازته يوما مشهودا رحمه الله.
الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْأَنْجَبِ
أَبِي المكارم المفضل [بن أبى الحسن على بن أبى الغيث مفرج بن حاتم بن الحسن بن جعفر بن إبراهيم بن الحسن] اللَّخْمِيُّ الْمَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ الْمَالِكِيُّ، سَمِعَ السِّلَفِيَّ وَعَبْدَ الرَّحِيمِ الْمُنْذِرِيَّ وَكَانَ مُدَرِّسًا لِلْمَالِكِيَّةِ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَنَائِبَ الْحُكْمِ بِهَا. وَمِنْ شِعْرِهِ قَوْلُهُ:
أَيَا نَفْسُ بِالْمَأْثُورِ عَنْ خَيْرِ مُرْسَلٍ ... وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ تمسكي
عسا كي إِذَا بَالَغْتِ فِي نَشْرِ دِينِهِ ... بِمَا طَابَ من عرف لَهُ أَنْ تَمَسَّكِي
وَخَافِي غَدًا يَوْمَ الْحِسَابِ جَهَنَّمَا ... إِذَا لَفَحَتْ نِيرَانُهَا أَنْ تَمَسَّكِي
تُوُفِّيَ بِالْقَاهِرَةِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ قَالَهُ ابْنُ خَلِّكَانَ.
فِيهَا شُرِعَ فِي بِنَاءِ الْمَدْرَسَةِ الْعَادِلِيَّةِ الْكَبِيرَةِ بدمشق، وفيها عزل القاضي ابن الزَّكِيِّ وَفُوِّضَ الْحُكْمُ