ألف دينار، ووقع العقد في صفر منها. وَفِيهَا اسْتَوْزَرَ مُؤَيِّدُ الدَّوْلَةِ بْنُ رُكْنِ الدَّوْلَةِ الصاحب أبا القاسم ابن عباد فأصلح أموره وَسَاسَ دَوْلَتَهُ جَيِّدًا. وَفِيهَا أُذِّنَ بِدِمَشْقَ وَسَائِرِ الشام بحي على خير العمل.
قال ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ جَعْفَرِ بْنِ فَلَاحٍ نائب دمشق: وهو أول من تأمر بها عن الفاطميين، أخبرنا أبو محمد الأكفاني قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِرَامٍ: وَفِي يَوْمِ الْخَمِيسِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ من صفر من سَنَةَ سِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ أَعْلَنَ الْمُؤَذِّنُونَ فِي الْجَامِعِ بدمشق وسائر مآذن البلد، وسائر الْمَسَاجِدِ بِحَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ بَعْدَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، أَمَرَهُمْ بِذَلِكَ جَعْفَرُ بْنُ فَلَاحٍ، وَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى مُخَالَفَتِهِ، وَلَا وَجَدُوا مِنَ الْمُسَارَعَةِ إِلَى طَاعَتِهِ بُدًّا. وَفِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الثامن من جمادى الآخرة أُمِرَ الْمُؤَذِّنُونَ أَنْ يُثَنُّوا الْأَذَانَ وَالتَّكْبِيرَ فِي الْإِقَامَةِ مَثْنَى مَثْنَى. وَأَنْ يَقُولُوا فِي الْإِقَامَةِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ، فَاسْتَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ وصبروا على حكم الله تعالى.
أَبُو الْقَاسِمِ الطبراني الحافظ الكبير صاحب المعاجم الثلاثة: الكبير، والأوسط، والصغير. وله كتاب السُّنَّةِ وَكِتَابِ مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ المصنفات المفيدة، عمر مائة سنة. توفى بِأَصْبَهَانَ وَدُفِنَ عَلَى بَابِهَا عِنْدَ قَبْرِ حُمَمَةَ الصحابي. قاله أبو الفرج ابن الجوزي. قال ابن خلكان:
سمع مِنْ أَلْفِ شَيْخٍ، قَالَ: وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي يَوْمِ السَّبْتَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ وَقِيلَ فِي شَوَّالٍ مِنْهَا، وكان مولده في سنة ستين ومائتين فمات وله من العمر مائة سنة.
الْكِنْدِيُّ الرَّفَّاءُ الشَّاعِرُ الْمَوْصِلِيُّ، أَرَّخَ وَفَاتَهُ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي هذه السنة، توفى في بغداد. وذكر بن الْجَوْزِيِّ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ كما سيأتي.
ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ يَزِيدَ أبو بكر بن المنذر أَصْلُهُ أَنْبَارِيٌّ. سَمِعَ مِنْ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ ابن البرجلاني، ومحمد بن الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيِّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّائِغِ، وَأَبِي إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيِّ. قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُمْ. قَالُوا: وَكَانَتْ أُصُولُهُ جِيَادًا بخط أبيه، وسماعه صحيحا، وقد انتقى عنه أبو عمرو البصري. توفى فَجْأَةً يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَقَدْ جَاوَزَ التِّسْعِينَ.
سَمِعَ جعفر الْفِرْيَابِيَّ، وَأَبَا شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيَّ، وَأَبَا مُسْلِمٍ الْكَجِّيَّ وخلقا، وكان ثقة صادقا دينا، وله مصنفات كَثِيرَةٌ مُفِيدَةٌ، مِنْهَا الْأَرْبَعُونَ الْآجِرِيَّةُ، وَقَدْ حَدَّثَ بِبَغْدَادَ قَبْلَ سَنَةِ ثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى مَكَّةَ فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى مَاتَ بَعْدَ إقامته بها ثلاثين سنة رحمه الله.