آثاره: صنّف ابن كثير كتبا جليلة، منها «تفسير القرآن الكريم» عشرة أجزاء، قال صاحب كشف الظنون: «فسّر بالأحاديث والآثار مسندة من أصحابها مع الكلام على ما يحتاج إليه جرحا وتعديلا» ، و «جامع المسانيد» في ثماني مجلدات، و «التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل» خمس مجلدات في رجال الحديث، و «شرح صحيح البخاري» لم يكمله، و «الاجتهاد في طلب الجهاد» ، و «مناقب الإمام الشافعيّ» ، و «الباعث الحثيث إلى معرفة علوم الحديث» ، و «طبقات الشافعية» ، و «الفصول في سيرة الرسول» ، و «البداية والنهاية» في التاريخ، وهو هذا الكتاب.
البداية والنهاية: هذا الكتاب من أهم المصادر التاريخية التي يعتمدها الباحثون في دراسة التاريخ القديم منذ بدء الخليقة حتى مبعث النبي العربيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم ثم في تاريخ الإسلام منذ قيام الدعوة الإسلامية حتى منتصف القرن الثامن الهجريّ، وهو في 14 مجلدا، على نسق «الكامل» لابن الأثير. قال في كشف الظنون:
«وهو كتاب مبسوط اعتمد في نقله على النص من الكتاب والسنّة في وقائع الألوف السالفة، وميّز بين الصحيح والسقيم والخبر الإسرائيلي وغيره، ورتب ما بعد الهجرة على السنوات الى آخر عصره» واطلع ابن قاضي شهبة على أجزاء منه وقال: «وهو ممن جمع بين الحوادث والوفيات، وأجود ما فيه السير النبويّة..» .
و «دار الفكر» التي أسهمت- منذ تأسيسها- بتزويد المكتبة العربية في العالمين العربيّ والإسلامي بأنفس ما في تراث أمتنا من مؤلفات في مختلف العلوم والفنون، يسعدها اليوم أن تقدّم هذه الموسوعة التاريخية الإسلامية في طبعة جديدة لتأخذ مكانها اللائق بها في المكتبات العربية، ولتكون فائدتها أعظم وأنفع، وفقنا الله، وأخذ بيدنا لما فيه خير العرب والمسلمين.
دار الفكر