فَقَالَ: لَنْ يَهْلَكَ هَالِكٌ تَرَكَ مِثْلَ مَالِكٍ إِنَّ الَّذِي يُخْرِجُ النَّارَ مِنَ الْوَثِيمَةِ (?) قَادِرٌ أَنْ يَجْعَلَ لِمَالِكٍ نَسْلًا وَرِجَالًا بُسْلًا وَكُلٌّ إِلَى الْمَوْتِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى مَالِكٍ وَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ الْمَنِيَّةُ وَلَا الدَّنِيَّةُ، الْعِقَابُ وَلَا الْعِتَابُ، التَّجَلُّدُ وَلَا التَّلَدُّدُ الْقَبْرُ خَيْرٌ مِنَ الْفَقْرِ، إِنَّهُ مَنْ قَلَّ ذَلَّ، وَمَنْ كَرَّ فر، من كرم الكريم الدفع عن الحريم.
ولدهر يَوْمَانِ فَيَوْمٌ لَكَ وَيَوْمٌ عَلَيْكَ، فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلَا تَبْطَرْ، وَإِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْطَبِرْ، وكلاهما سينحسر، ليس يثبت مِنْهُمَا الْمَلِكُ الْمُتَوَّجُ، وَلَا اللَّئِيمُ الْمُعَلْهَجُ (?) ، سَلِّمْ ليومك حياك رَبِّكَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: شَهِدْتُ السَّبَايَا يَوْمَ آل محرِّق * وأدرك أمري صَيْحَةَ اللَّهِ فِي الْحِجْرِ (?) فَلَمْ أَرَ ذَا مُلْكٍ مِنَ النَّاسِ وَاحِدًا * وَلَا سُوقَةً إِلَّا إِلَى الْمَوْتِ وَالْقَبْرِ فَعَلَّ الَّذِي أَرْدَى ثَمُودًا وَجُرْهُمًا * سَيُعْقِبُ لِي نَسْلًا عَلَى آخِرِ الدَّهْرِ تقربهم مِنْ آلِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ * عُيُونٌ لَدَى الدَّاعِي إِلَى طَلَبِ الْوَتْرِ فَإِنْ لَمْ تَكُ الْأيَّامُ أَبْلَيْنَ جِدّتي * وَشَيَّبْنَ رَأْسِي وَالْمَشِيبُ مَعَ الْعُمُرِ فَإِنَّ لَنَا رَبًّا عَلَا فَوْقَ عَرْشِهِ * عَلِيمًا بِمَا يَأْتِي مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَلَمْ يَأْتِ قَوْمِي أَنَّ للَّهِ دَعْوَةً * يَفُوزُ بِهَا أَهْلُ السَّعَادَةِ وَالْبِرِّ
إِذَا بُعِثَ الْمَبْعُوثُ مِنْ آلِ غَالِبٍ * بَمَكَّةَ فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْحِجْرِ هُنَالِكَ فَابْغُوا نَصْرَهُ بِبِلَادِكُمْ * بَنِي عَامِرٍ إِنَّ السَّعَادَةَ فِي النَّصْرِ قَالَ ثُمَّ قُضِيَ مِنْ ساعته.
باب في هواتف الجان وقد تقدم كلام شق وسطيح لربيعة بن نصر ملك اليمن في البشارة بِوُجُودِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَسُولُ ذكي يأتي إليه الوحي من قبل العلي.
وسيأتي في المولد قول سطيح لعبد المسيح: إذا كثرت التلاوة وغاضت بحيرة ساوه وجاء صاحب الهراوة يعني بِذَلِكَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سيأتي بيانه مفصلاً.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ (?) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ حدثني ابن وهب حدثني عمرو - هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ - أَنَّ سَالِمًا حدَّثه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا سمعت عمر يقول لشئ قَطُّ إِنِّي لَأَظُنُّهُ إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ.
بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ، فَقَالَ لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ، عَلَيَّ الرَّجُلَ، فَدُعِيَ به فقال له ذلك فقال: ما