مَمْلُوكٌ مِنْ مَمَالِيكِ السُّلْطَانِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ ضَرَبَاتٍ فَجَرَحَهُ فِي أَمَاكِنَ فِي جَسَدِهِ (?) ، مِنْهَا مَا هُوَ فِي وَجْهِهِ وَمِنْهَا مَا هُوَ فِي يَدِهِ، فَحُمِلَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَرِيعًا طَرِيحًا جَرِيحًا، وغضب لِذَلِكَ طَوَائِفُ مِنَ الْأُمَرَاءِ حَتَّى قِيلَ إِنَّهُمْ رَكِبُوا وَدَعَوْا إِلَى الْمُبَارَزَةِ فَلَمْ يَجِئْ إِلَيْهِمْ وَعَظُمَ الْخَطْبُ بِذَلِكَ جِدًّا وَاتَّهَمُوا بِهِ الْأَمِيرَ سَيْفَ الدِّينِ صَرْغَتْمُشَ وَغَيْرَهُ، وَأَنَّ هَذَا إِنَّمَا فُعِلَ عَنْ مُمَالَأَةٍ مِنْهُمْ فَاللَّهُ أَعْلَمُ (2) .

وَفَاةُ أرغون الكاملي بَانِي الْبِيمَارَسْتَانَ بِحَلَبَ

كَانَتْ وَفَاتُهُ بِالْقُدْسِ الشَّرِيفِ فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ السَّادِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ شَوَّالٍ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، وَدُفِنَ بِتُرْبَةٍ أَنْشَأَهَا غَرْبِيَّ الْمَسْجِدِ بِشَمَالِهِ، وَقَدْ نَابَ بِدِمَشْقَ مُدَّةً بَعْدَ حَلَبَ، ثُمَّ جَرَتِ الْكَائِنَةُ الَّتِي أَصْلُهَا بَيْبُغَا قَبَّحَهُ اللَّهُ فِي أَيَّامِهِ، ثمَّ صَارَ إِلَى نِيَابَةِ حَلَبَ ثُمَّ سُجِنَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ مُدَّةً، ثُمَّ أُفْرِجَ عَنْهُ فَأَقَامَ بِالْقُدْسِ الشَّرِيفِ إِلَى أَنْ كَانَتْ وَفَاتُهُ كَمَا ذَكَرْنَا فِي التَّارِيخِ الْمَذْكُورِ عزّره الشريف ابن رزيك.

وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَفَاةُ الْأَمِيرِ شَيْخُونَ

وَرَدَ الْخَبَرُ مِنَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ بِوَفَاةِ الْأَمِيرِ شَيْخُونَ لَيْلَةَ الجمعة السادس والعشرون مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ وَدُفِنَ مِنَ الْغَدِ بِتُرْبَتِهِ، وَقَدِ ابْتَنَى مَدْرَسَةً هَائِلَةً وَجَعَلَ فِيهَا الْمَذَاهِبَ الأربعة ودار للحديث وخانقاه (3) للصوفية، ووقف عليها شيئاً كثيراً، وقرر فيها معاليم وقراءة دَارَّةً، وَتَرَكَ أَمْوَالًا جَزِيلَةً وَحَوَاصِلَ كَثِيرَةً وَدَوَاوِينَ فِي سَائِرِ الْبِلَادِ الْمِصْرِيَّةِ وَالشَّامِيَّةِ وَخَلَّفَ بَنَاتٍ وَزَوْجَةً، وَوِرْثَ الْبَقِيَّةَ أَوْلَادُ السُّلْطَانِ الْمَذْكُورِ بِالْوَلَاءِ، وَمُسِكَ بَعْدَ وَفَاتِهِ أُمَرَاءُ كَثِيرُونَ بِمِصْرَ كَانُوا من حزبه، من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015