بِالْأَدَبِ فَحَصَلَ عَلَى جَانِبٍ جَيِّدٍ مِنْهُ وَارْتَزَقَ عند الملوك به.
فمن رفيق شِعْرِهِ مَا أَوْرَدَهُ الشَّيْخُ عَلَمُ الدِّينِ فِي تَرْجَمَتِهِ قَوْلُهُ: وَمُدَامَةٍ حَمْرَاءَ (?) تُشْ * بِهُ خَدَّ من أهوى ودمعي يسعى بها قمر أعز * ز عَلَيَّ مِنْ نَظَرِي وَسَمْعِي وَقَوْلُهُ فِي مُغَنِّيَةٍ: وعزيزة هيفاء ناعمة الصبا * طَوْعِ الْعِنَاقِ مَرِيضَةِ الْأَجْفَانِ (2) غَنَّتْ وَمَاسَ قِوامُهَا فَكَأَنَّهَا الْ * وَرْقَاءُ تَسْجَعُ فَوْقَ غُصْنِ الْبَانِ الصَّدْرُ الرَّئِيسُ شَرَفُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ جَمَالِ الدين إبراهيم ابن شَرَفِ الدِّين عَبْدِ الرَّحمن بْنِ أَمِينِ الدِّينِ سَالِمِ بْنِ الْحَافِظِ بَهَاءِ الدِّينِ الْحَسَنِ بْنِ هبة الله ابن محفوظ بن صصرى، ذهب إِلَى الْحِجَازِ الشَّرِيفِ، فَلَمَّا كَانُوا بِبَرَدَى اعْتَرَاهُ مَرَضٌ وَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى مَاتَ، تُوُفِّيَ بِمَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ ملبٍ، فَشَهِدَ النَّاسُ جِنَازَتَهُ وَغَبَطُوهُ بِهَذِهِ الْمَوْتَةِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ آخر النهار السابع ذِي الْحِجَّةِ وَدُفِنَ ضُحَى يَوْمِ السَّبْتِ بِمَقْبَرَةِ بباب الْحَجُونِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ.
وَوَصَلَتِ الْأَخْبَارُ فِي الْمُحَرَّمِ مِنْ بِلَادِ الْجَزِيرَةِ وَبِلَادِ الشَّرْقِ سِنْجَارَ وَالْمَوْصِلَ وَمَارِدِينَ وتلك النواحي بغلاء عظميم وفناء شديد؟، وقلة الأمطار، وخوف التَّتَارِ، وَعَدَمِ الْأَقْوَاتِ وَغَلَاءِ الْأَسْعَارِ، وَقِلَّةِ النَّفَقَاتِ، وَزَوَالِ النِّعَمِ، وَحُلُولِ النِّقَمِ، بِحَيْثُ إِنَّهُمْ أَكَلُوا مَا وَجَدُوهُ مِنَ الْجَمَادَاتِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالْمَيْتَاتِ، وَبَاعُوا حَتَّى أَوْلَادَهُمْ وَأَهَالِيَهُمْ، فَبِيعَ الْوَلَدُ بِخَمْسِينَ دِرْهَمًا وأقل من ذلك، حتى إن كثيراً كانوا لا يشترون من أولاد المسلمين، وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تُصَرِّحُ بِأَنَّهَا نَصْرَانِيَّةٌ لِيُشْتَرَى مِنْهَا ولدها لتنتفع بثمنه ويحصل له من يطعمه