الْمُسَبِّحُونَ) (?) وَقَالَ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا * قَالُوا وَكَيْفَ يصفون عند ربهم قال يكملون الصف الأول ويتراصون في الصفّ " (?) * وقال صلى الله عليه وسلم: (فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلَاثٍ * جُعِلَتْ لَنَا الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَتُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا وَجُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ) (?) .
وَكَذَلِكَ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ صُفُوفًا كَمَا قَالَ تَعَالَى (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) (?) وَيَقِفُونَ صُفُوفًا بَيْنَ يَدَيْ ربِّهم عزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) (?) * والمراد بالروح ههنا بَنُو آدَمَ قَالَهُ ابْنُ عبَّاس وَالْحَسَنُ وَقَتَادَةُ * وَقِيلَ ضَرْبٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُشْبِهُونَ بَنِي آدَمَ فِي الشَّكْلِ * قَالَهُ ابْنُ عبَّاس وَمُجَاهِدٌ وَأَبُو صالح والاعمش * وقيل جبرئيل * قَالَهُ الشَّعْبِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالضَّحَّاكُ * وَقِيلَ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ الرُّوحُ بِقَدْرِ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ * قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عبَّاس قوله: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ) قَالَ هُوَ مَلَكٌ مِنْ أَعْظَمِ الْمَلَائِكَةِ خُلُقًا (?) * وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ العسقلاني حدثنا داود ابن الْجَرَّاحِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ الرُّوحُ فِي السَّماء الرَّابعة هو أعظم السموات وَالْجِبَالِ وَمِنَ الْمَلَائِكَةِ يُسَبِّحُ كُلَّ يَوْمٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ تسبيحة ملكاً من الملائكة يحيي يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَفًّا وَحْدَهُ * وَهَذَا غَرِيبٌ جِدًّا * وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الحكيم المصري حدَّثنا ابن وهب بن رزق أبو هبيرة حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " إِنَّ لِلَّهِ مَلَكًا لَوْ قِيلَ لَهُ التقم السموات وَالْأَرَضِينَ بِلَقْمَةٍ وَاحِدَةٍ لَفَعَلَ.
تَسْبِيحُهُ سُبْحَانَكَ حَيْثُ كُنْتَ " وَهَذَا أَيْضًا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا * وَقَدْ يَكُونُ مَوْقُوفًا * وَذَكَرْنَا فِي
صِفَةِ حَمَلَةِ الْعَرْشِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ من حملة العرش أن ما بين شحمة أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ " رَوَاهُ أبو داود