بَارِعًا لَطِيفًا، تَرَدَّدَ فِي التَّرَسُّلِ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ غير مرة، وحصل كتباً عزيزة أوقفها على جامعي آمد وميا فارقين، وَدَخَلَ يَوْمًا عَلَى أَبِي الْعَلَاءِ الْمَعَرِّيِّ فَقَالَ له: إني معتزل الناس وهم يؤذونني، وتركت لهم الدنيا، فقال له الوزير: والآخرة أيضاً.
فقال والآخرة يا قاضي؟ قال نعم:.
وله ديوان قَلِيلُ النَّظِيرِ عَزِيزُ الْوُجُودِ، حَرَصَ عَلَيْهِ الْقَاضِي الفاضل فلم يقدر عليه، توفي فيها.
ومن شعره في وادي نزاعة (?) : وَقَانَا لَفْحَةَ الرَّمْضَاءِ وَادٍ * وَقَاهُ مُضَاعَفُ النَّبْتِ الْعَمِيمِ نَزَلْنَا دَوْحَهُ فَحَنَا عَلَيْنَا * حُنُوَّ الْمُرْضِعَاتِ عَلَى الْفَطِيمِ وَأَرْشَفَنَا عَلَى ظَمَأٍ زُلَالًا * أَلَذَّ مِنَ الْمُدَامَةِ لِلنَّدِيمِ يُرَاعِي الشَّمْسَ أَنَّى قَابَلَتْهُ * فيحجبها ليأذن لِلنَّسِيمِ تَرُوعُ حَصَاهُ حَالِيَةَ الْعَذَارَى * فَتَلْمَسُ جَانِبَ الْعِقْدِ النَّظِيمِ (?) قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: وَهَذِهِ الْأَبْيَاتُ بَدِيعَةٌ فِي بَابِهَا.
وَفِيهَا مَلَكَ مُهَلْهِلٌ (?) قَرْمَيْسِينَ وَالدِّينَوَرَ.
وَفِيهَا تَأَمَّرَ عَلَى بَنِي خَفَاجَةَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ رَجَبُ بْنُ أَبِي مَنِيعِ بْنِ
ثُمَالٍ، بَعْدَ وَفَاةِ بَدْرَانَ بْنِ سُلْطَانَ بْنِ ثُمَالٍ، وَهَؤُلَاءِ الأعراب أكثر من يصد الناس عن بيت الله الحرام، فلا جزاهم الله خيراً.
وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ ... الشَّيْخُ أَبُو محمد الجويني إمام الشافعية: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حيويه (?) الشيخ أبو محمد الجويني، وهو والد