محمد بن جعفر ابن (?) مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ، وَيُلَقَّبُ بغندر، كان جوالاً رحالاً، سمع الْكَثِيرَ بِبِلَادِ فَارِسَ وَخُرَاسَانَ، وَسَمِعَ الْبَاغَنْدِيَّ وَابْنَ صَاعِدٍ وَابْنَ دُرَيْدٍ وَغَيْرَهُمْ، وَعَنْهُ الْحَافِظُ أَبُو نعيم الأصفهاني، وكان ثقة حافظاً.
ابْنُ خَالَوَيْهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالَوَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيُّ اللُّغَوِيُّ صَاحِبُ الْمُصَنَّفَاتِ، أَصْلُهُ مِنْ هَمَذَانَ، ثُمَّ دَخَلَ بَغْدَادَ فَأَدْرَكَ بها مشايخ هذا الشأن: كابن دُرَيْدٍ وَابْنِ مُجَاهِدٍ، وَأَبِي عُمَرَ الزَّاهِدِ، وَاشْتَغَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ السِّيرَافِيِّ ثمَّ صَارَ إِلَى حَلَبَ فَعَظُمَتْ مَكَانَتُهُ عِنْدَ آلِ حَمْدَانَ، وَكَانَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ يُكْرِمُهُ وَهُوَ أَحَدُ جُلَسَائِهِ، وَلَهُ مَعَ الْمُتَنَبِّي مُنَاظَرَاتٌ.
وَقَدْ سَرَدَ لَهُ ابْنُ خلكان مصنفات كثيرة منها كتاب ليس في كلام العرب - لأنه كان يكثر أن يقول ليس في كلام العرب كذا وكذا - وكتاب الْآلِ تَكَلَّمَ فِيهِ عَلَى أَقْسَامِهِ وَتَرْجَمَ الْأَئِمَّةَ لاثني عشر وأعرب ثَلَاثِينَ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، وَشَرَحَ الدُّرَيْدِيَّةَ وَغَيْرَ ذلك، وله شعر حسن، وكان به داء كانت به وفاته.
وَيُقَالُ إِنَّ صَاحِبَ مِصْرَ بَعَثَ مَنْ فَعَلَ ذلك فالله أعلم.
وممن توفي فيها من الأعيان ... الإسماعيلي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاسِ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ الْجُرْجَانِيُّ الْحَافِظُ الْكَبِيرُ الرَّحَّالُ الجوال، سمع الحديث الْكَثِيرَ وَحَدَّثَ وَخَرَّجَ وَصَنَّفَ فَأَفَادَ وَأَجَادَ، وَأَحْسَنَ الِانْتِقَادَ وَالِاعْتِقَادَ، صَنَّفَ كِتَابًا عَلَى صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ فيه فوئد كَثِيرَةٌ، وَعُلُومٌ غَزِيرَةٌ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كُنْتُ عَزَمْتُ غَيْرَ مَرَّةٍ عَلَى
الرِّحْلَةِ إِلَيْهِ فَلَمْ أُرْزَقْ.
وَكَانَتْ وَفَاتُهُ يَوْمَ السَّبْتَ عَاشِرَ رَجَبٍ (?) سَنَةَ إحدى وسبعين وثلثمائة، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ (?) سَنَةً رَحِمَهُ اللَّهُ.