الشريف الحسني الرسي - أَبُو الْقَاسِمِ الْمِصْرِيُّ الشَّاعِرُ - كَانَ نَقِيبَ الطَّالِبِيِّينَ بِمِصْرَ وَمِنْ شَعْرِهِ قَوْلُهُ: قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِي وَمَضَى * بِاللَّهِ صِفْهُ، وَلَا تَنْقُصْ وَلَا تزد فقلت: أبصرته لو مات من ظمأ * وقال: قف لا ترد الماء لَمْ يَرِدِ (?) قَالَتْ: صَدَقْتَ، وَفَاءُ الْحُبِّ (?) عَادَتُهُ * يَا بَرْدَ ذَاكَ الَّذِي قَالَتْ عَلَى كَبِدِي توفي ليلة الثلاثاء لخمس بقين (?) مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ.
وفيها نقص البحر المالح ثمانين ذراعاً.
ويقال باعاً.
فبدت به جبال وجزائر وأماكن لم تكن ترى من قبل ذلك.
وفيها كان بِالْعِرَاقِ وَبِلَادِ الرَّيِّ وَالْجَبَلِ وَقُمَّ وَنَحْوِهَا زَلَازِلُ كَثِيرَةٌ مُسْتَمِرَّةٌ نَحْوَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، تَسْكُنُ ثُمَّ تَعُودُ، فَتَهَدَّمَتْ بِسَبَبِ ذَلِكَ أَبْنِيَةٌ كَثِيرَةٌ وَغَارَتْ مياه كثيرة، ومات خلق كثير.
وَفِيهَا تَجَهَّزَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ بْنُ بُوَيْهِ لِقِتَالِ ناصر الدولة بن حمدان بِالْمَوْصِلِ، فَرَاسَلَهُ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ وَالْتَزَمَ لَهُ بِأَمْوَالٍ يحملها إليه كل سنة، فسكت عنه، ثم إنه مع ما اشترط على نفسه لم يرجع عنه معز الدولة، بل قصده في السنة الآتية كما سيأتي بيانه.
وفي تشرين منها كثرت في الناس أورام في حلوقهم ومناخرهم، وكثر فيهم مَوْتُ الْفَجْأَةِ، حَتَّى إِنَّ لِصًّا نَقَبَ دَارًا لِيَدْخُلَهَا فَمَاتَ وَهُوَ فِي النَّقْبِ.
وَلَبِسَ الْقَاضِي خلعة القضاء ليخرج للحكم فَلَبِسَ إِحْدَى خُفَّيْهِ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَلْبَسَ الأخرى.
وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ: أَحْمَدُ بْنُ عبد الله بن الحسين أبو هريرة العذري، الْمُسْتَمْلِي عَلَى الْمَشَايِخِ، كَتَبَ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْكَجِّيِّ وَغَيْرِهِ، وَكَانَ ثِقَةً تُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الأول مِنْهَا.
الْحَسَنُ بْنُ خَلَفِ بْنِ شَاذَانَ أَبُو عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ رَوَى عَنْ إِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ وَغَيْرِهِمَا، وَرَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ.
تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.
هَكَذَا رَأَيْتُ ابن الجوزي ذكر هذه الترجمة في هذه السنة في منتظمه والله أعلم.