بِذَلِكَ الْمَوْضِعِ أَقْبَلَ الْأَمِيرَانِ بِمَنْ مَعَهُمَا مِنَ الجنود فأحاطوا ببابك وهرب ابن سنباط فلما رأوه جاؤوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: تَرَجَّلْ عَنْ دَابَّتِكَ، فَقَالَ: وَمَنْ أنتما؟ فذكرا أنهم مِنْ عِنْدِ الْأَفْشِينِ، فَتَرَجَّلَ حِينَئِذٍ عَنْ دَابَّتِهِ
وعليه دراعة بَيْضَاءُ وَخُفٌّ قَصِيرٌ وَفِي يَدِهِ بَازٌ، فَنَظَرَ إِلَى ابْنِ سُنْبَاطٍ فَقَالَ: قَبَّحَكَ اللَّهُ فَهَلَّا طلبت مني من المال ما شئت كنت أَعْطَيْتُكَ أَكْثَرَ مِمَّا يُعْطِيكَ هَؤُلَاءِ! ثُمَّ أَرْكَبُوهُ وأخذوه معهما إلى الأفشين، فلما اقتربوا منه خَرَجَ فَتَلَقَّاهُ وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَصْطَفُّوا صَفَّيْنِ، وأمر بابك أن يترجل فَيَدْخُلَ بَيْنَ النَّاسِ وَهُوَ مَاشٍ، فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَكَانَ يَوْمًا مَشْهُودًا جِدًّا.
وَكَانَ ذَلِكَ فِي شَوَّالٍ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ.
ثُمَّ احْتَفَظَ بِهِ وسجنه عنده.
ثم كتب الأفشين إلى المعتصم بذلك فأمره أن يُقدم به وبأخيه، وكان قد مسكه أيضاً.
وكان اسم أخي بابك عبد الله، فتجهز الأفشين بِهِمَا إِلَى بَغْدَادَ فِي تَمَامِ هَذِهِ السَّنَةِ ففرغت ولم يصل بهما إلى بغداد.
وحج بالناس فيها الأمير المتقدم ذكره في التي قبلها.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ (?) .
وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ (?) .
وَمُسْلِمُ بْنُ إبراهيم (?) .
ويحيى بن صالح الوحاظي (?) .