عبد الرحمن أميراً على دمشق في أواخر سنة ست وثمانين (?) في خلافة عمر بن العزيز.

وفيها توفي بانيه الوليد بن عبد الملك

فصل

فصل كَانَ ابْتِدَاءُ عِمَارَةِ جَامِعِ دِمَشْقَ فِي أَوَاخِرَ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، هُدِمَتِ الْكَنِيسَةُ الَّتِي كَانَتْ مَوْضِعَهُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْهَا، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الْهَدْمِ شَرَعُوا فِي الْبِنَاءِ، وَتَكَامَلَ فِي عَشْرِ سِنِينَ (?) ، فَكَانَ الْفَرَاغُ مِنْهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ - أَعْنِي سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ - وَفِيهَا تُوُفِّيَ بَانِيهِ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقَدْ بَقِيَتْ فِيهِ بَقَايَا فَكَمَّلَهَا أَخُوهُ سُلَيْمَانُ كَمَا ذَكَرْنَا.

فَأَمَّا قَوْلُ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ: سَأَلْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ عَنْ قِصَّةِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ وَهَذِهِ الكنيسة قال: كان الوليد قال للنصارى: مَا شِئْتُمْ إِنَّا أَخَذْنَا كَنِيسَةَ تُومَا عَنْوَةً وَكَنِيسَةَ الدَّاخِلَةِ صُلْحًا، فَأَنَا أَهْدِمُ كَنِيسَةَ تُومَا - قَالَ هِشَامٌ وَتِلْكَ أَكْبَرُ مِنْ هَذِهِ الدَّاخِلَةِ - قال فرضوا أن يهدم كَنِيسَةَ الدَّاخِلَةِ وَأُدْخِلَهَا فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: وَكَانَ بَابُهَا قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ الْيَوْمَ، وَهُوَ الْمِحْرَابُ الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ، قَالَ: وَهَدْمُ الْكَنِيسَةِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ

الْوَلِيدِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، وَمَكَثُوا فِي بنائها سبع سنين حتى مات الوليد ولمت يُتِمَّ بِنَاءَهُ، فَأَتَمَّهُ هِشَامٌ مِنْ بَعْدِهِ فَفِيهِ فَوَائِدُ وَفِيهِ غَلَطٌ، وَهُوَ قَوْلُهُ إِنَّهُمْ مَكَثُوا فِي بِنَائِهِ سَبْعَ سِنِينَ، وَالصَّوَابُ عَشْرَ سِنِينَ، فَإِنَّهُ لَا خِلَافَ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ - أَعْنِي سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ - وَقَدْ حَكَى أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جرير على ذلك إجماع أهل السير، والذي أتم ما بقي من بنائه أَخُوهُ سُلَيْمَانُ لَا هِشَامٌ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم.

قلت: نقل من خط ابن عساكر وقد تقدم، وقد جددت فيه بعد ذلك أشياء، منها القباب الثلاث التي في صحنه.

وقد تقدم ذكرها.

وقيل إن القبة الشرقية عمرت في أيام المستنصر العبيدي في سنة خمسين وأربعمائة وكتب عليه اسمه واسم الاثني عشر الذين تزعم الرافضة أنهم أئمتهم، وأما العمودان الموضوعان في صحنه فجعلا للتنوير ليالي الجمع، وصنعا في رمضان سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، بأمر قاضي البلد أبي محمد.

وَهَذِهِ تَرْجَمَةُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

بَانِي جَامِعِ دِمَشْقَ وَذِكْرُ وَفَاتِهِ فِي هَذَا الْعَامِ هُوَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، أَبُو الْعَبَّاسِ الْأُمَوِيُّ، بُويِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ بَعْدَ أَبِيهِ بِعَهْدٍ مِنْهُ فِي شَوَّالٍ (?) سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِهِ، وَالْوَلِيَّ مِنْ بَعْدِهِ، وَأُمُّهُ ولادة بنت العبَّاس بن حزن بن الحارث بن زهير العبسي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015