وَصِيَّتُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ إِلَّا ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ (?) * وَلِهَذَا الْحَدِيثِ وَهَذِهِ القصَّة شَوَاهِدُ أُخَرُ، وَالْحَدِيثُ المتعلِّق بِقَوْلِهِ: لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ، فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَنَسٍ (?) * وَقَالَ حَمَّادُ بن مسلمة: عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، جَاءَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَقَدْ تحنَّط وَنَشَرَ أَكْفَانَهُ وَقَالَ (?) : اللَّهم إنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ وَأَعْتَذِرُ إِلَيْكَ ممَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ، فَقُتِلَ وَكَانَتْ لَهُ دِرْعٌ فسُرقت فَرَآهُ رَجُلٌ فِيمَا يَرَى النَّائم فَقَالَ: إنَّ دِرْعِي فِي قِدْرٍ تَحْتَ الْكَانُونِ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا وَأَوْصَاهُ بِوَصَايَا، فَطَلَبُوا الدِّرع فَوَجَدُوهَا وَأَنْفَذُوا الْوَصَايَا (?) ، رَوَاهُ الطَّبرانيّ أَيْضًا * وَمِنْهُمْ حزن بن أبي وهب ابن عمرو بن عامر بْنِ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ، لَهُ هِجْرَةٌ وَيُقَالُ: أَسْلَمَ عَامَ الْفَتْحِ، وَهُوَ جدُّ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَمِّيَهُ سَهْلًا فَامْتَنَعَ وَقَالَ: لَا أُغَيِّرُ اسما سمَّانيه أبواي، فَلَمْ تَزَلِ الْحُزُونَةُ فِينَا.
اسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ وَقُتِلَ مَعَهُ أَيْضًا ابْنَاهُ عَبْدُ الرَّحمن وَوَهْبٌ، وَابْنُ ابْنِهِ حَكِيمُ بْنُ وَهْبِ بْنِ حَزْنٍ.
وممَّن اسْتُشْهِدَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ دَاذَوَيْهِ الْفَارِسِيُّ أَحَدُ أُمَرَاءِ الْيَمَنِ الَّذِينَ
قَتَلُوا الْأَسْوَدَ الْعَنْسِيَّ، قَتَلَهُ غِيلَةً قَيْسُ بْنُ مَكْشُوحٍ حِينَ ارتدَّ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ قَيْسٌ إِلَى الْإِسْلَامِ فلمَّا عنَّفه الصِّديق عَلَى قَتْلِهِ أَنْكَرَ ذَلِكَ فَقَبِلَ علانيته وإسلامه.
ومنهم زيد بن الخطَّاب ابن نُفَيْلٍ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَهُوَ أَخُو عمر بن الخطَّاب لأبيه، وكان زيدا أَكْبَرُ مِنْ عُمَرَ، أَسْلَمَ قَدِيمًا، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَمَا بَعْدَهَا وَقَدْ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعْنِ بْنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ وَقَدْ قُتِلَا جَمِيعًا بِالْيَمَامَةِ، وَقَدْ كَانَتْ رَايَةُ الْمُهَاجِرِينَ يومئذٍ بِيَدِهِ، فَلَمْ يَزَلْ يتقدَّم بِهَا حَتَّى قُتِلَ فَسَقَطَتْ، فَأَخَذَهَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَقَدْ قَتَلَ زَيْدٌ يَوْمَئِذٍ الرَّجْال بْنَ عُنْفُوَةَ، وَاسْمُهُ نَهَارٌ، وَكَانَ الرَّجْال هَذَا قَدْ أَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ ثمَّ ارتدَّ وَرَجَعَ فصدَّق مُسَيْلِمَةَ وَشَهِدَ لَهُ بالرِّسالة، فَحَصَلَ بِهِ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ، فَكَانَتْ وَفَاتُهُ عَلَى يَدِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ زَيْدٍ ثمَّ قَتَلَ زَيْدًا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو مَرْيَمَ الْحَنَفِيُّ، وَقَدْ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ وَقَالَ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ زَيْدًا بِيَدِي ولم يهني