قَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثَنَا الْكُدَيْمِيُّ، ثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الْزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ سُوِيدُ بْنُ يَزِيدَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: لَا أَذْكُرُ عُثْمَانَ إِلَّا بخير بعد شئ رأيته، كنت رجلاً أتبع خَلَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فَرَأَيْتُهُ يَوْمًا جَالِسًا وَحْدَهُ، فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَتَهُ فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فسلَّم عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثمَّ جَاءَ عُمَرُ فسلَّم وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ أَبِي بَكْرٍ، ثمَّ جاء عثمان فسلَّم ثم جلس عَنْ يَمِينِ عُمَرَ، وَبَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم سَبْعُ حَصَيَاتٍ، أَوْ قَالَ: تِسْعُ حَصَيَاتٍ، فَأَخَذَهُنَّ فِي كَفِّهِ، فَسَبَّحْنَ حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النَّخل، ثم وضعهن فحرسن ثم أخذهن فوضعهن في كف أَبِي بَكْرٍ فسبَّحن حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كحنين النَّخل، ثمَّ وضعهنَّ فَخَرِسْنَ، ثمَّ تناولهنَّ فوضعهنَّ فِي يد عمر فسبحن حتى سمعت لهن حينيا كحنين النَّخل، ثمَّ وضعهنَّ فَخَرِسْنَ، ثمَّ تناولهنَّ فوضعهنَّ فِي يَدِ عُثْمَانَ فَسَبَّحْنَ حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كحنين النَّخل، ثمَّ وضعهنَّ فَخَرِسْنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذِهِ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ.
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ (?) عَنْ قُرَيْشِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، وصالح لم يكن حافظاً، والمحفوظ عن أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الْزُّهْرِيِّ، قَالَ: ذَكَرَ الْوَلِيدُ بن سويد هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ هَكَذَا (?) قَالَ الْبَيْهَقِيُّ.
وَقَدْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهليّ فِي الْزُّهْرِيَّاتِ الَّتِي جَمَعَ فِيهَا أَحَادِيثَ الْزُّهْرِيِّ: حدثنا أبو اليمان، ثنا شعيب قَالَ: ذَكَرَ الْوَلِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ أنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ كَبِيرَ السِّن كَانَ مِمَّنْ أَدْرَكَ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ ذَكَرَ أنَّه بَيْنَمَا هُوَ قَاعِدٌ يَوْمًا فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ وَأَبُو ذَرٍّ فِي الْمَجْلِسِ إِذْ ذُكِرَ عُثْمَانُ بْنُ عفَّان يَقُولُ السُّلَمِيُّ: فَأَنَا
أَظُنُّ أنَّ فِي نَفْسِ أَبِي ذَرٍّ عَلَى عُثْمَانَ مَعْتَبَةً لِإِنْزَالِهِ إِيَّاهُ بِالرَّبَذَةِ، فلمَّا ذُكِرَ لَهُ عُثْمَانُ عَرَّضَ لَهُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِذَلِكَ، وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّ فِي نَفْسِهِ عَلَيْهِ مَعْتَبَةً، فلمَّا ذَكَرَهُ قَالَ: لَا تَقُلْ فِي عُثْمَانَ إِلَّا خَيْرًا فَإِنِّي أَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ مَنْظَرًا وَشَهِدْتُ مِنْهُ مَشْهَدًا لَا أَنْسَاهُ حَتَّى أَمُوتَ، كُنْتُ رَجُلًا ألتمس خلوات