البخلاء للجاحظ (صفحة 182)

قماشه «1» ، ثم يعزل للتنور. وما كان من قطع القار «2» ، بيع من القيّار. فإذا بقي التراب خالصا، وأراد أن يضرب منه اللبن للبيع وللحاجة إليه، لم يتكلّف الماء، ولكن يأمر جميع من في الدار أن لا يتوضؤوا ولا يغتسلوا إلا عليه، فإذا ابتلّ ضربه لبنا.

وكان يقول: من لم يتعرف الاقتصاد تعرّفي، فلا يتعرّض له.

وذهب من ساكن له شيء، كبعض ما يسرق من البيوت. فقال لهم: اطرحوا الليلة ترابا، فعسى أن يندم من أخذه، فيلقيه في التراب، ولا ينكر مجيئه إلى ذلك المكان، لكثرة من يجيء لذلك. فاتفق أن طرح ذلك الشيء المسروق في التراب. وكانوا يطرحونه على كناسته، فرآه قبل أن يراه المسروق منه. فأخذ منه كراء الكساحة.

فهذا حديث أبي سعيد.

الأصمعي:

تمشّى قوم إلى الأصمعي مع تاجر كان اشترى ثمرته، لخسران كان ناله. وسأله حسن النظر والحطيطة «3» . فقال الأصمعي: «أسمعتم بالقسمة الضيزى «4» ؟ هي والله ما تريدون شيخكم عليه. اشترى مني على أن يكون الخسران عليّ، والربح له. هذا وأبيكم تجارة أبي العنبس «5» . اذهبوا فاشتروا عليّ طعام العراق على هذا الشرط؛ على أني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015