للقناديل. ثم جعلت ما دون خرق المخادّ للقلانس «1» ؛ ثم عمدت الى أصح من أصحاب الصينّيات والصلاحيّات، وجعلت ما لا رقعة له ممحاة لي وللجارية، إذا نحن قضينا حاجة الرجال والنساء. وجعلت السقّاطّات وما قد صار كالخيوط وكالقطن المندوف، صمائم «2» لرؤوس القوارير «3» .
وقد رأيته وسمعت منه في البخل كلاما كثيرا. وكان من البصريين، ينزل ببغداد مسجد ابن رغبان «4» . ولم أر شيخا ذا ثروة اجتمع عنده وإليه من البخلاء ما اجتمع له منهم: إسماعيل بن غزوان وجعفر بن سعيد وخاقان بن صبيح وأبو يعقوب الأعور وعبد الله العروضي والحراميّ عبد الله بن كاسب.
وأبو عبد الرحمن هذا شديد البخل، شديد العارضة «5» ، عضب اللسان «6» . وكان يحتجّ للبخل ويوصي به ويدعو إليه. وما علمت أنّ أحدا جرد في ذلك كتابا إلا سهل بن هارون وهو.
وأبو عبد الرحمن هذا هو الذي قال لأبنه:
أي بنيّ! إنّ إنفاق القراريط يفتح عليك أبواب الدوانيق «7» ، وإنفاق الدوانيق يفتح عليك أبواب الدراهم، وإنفاق الدراهم يفتح عليك أبواب الدنانير. والعشرات تفتح عليك أبواب المئين، والمئون تفتح