يقول الحق جلّ جلاله: {سأل سائل} ، قرأ نافع والشاميّ بغير همز، إمّا من السؤال، على لغة قريش، فإنهم يُسهّلون الهمز، أو مِن السّيلان، ويُؤيده أنه قُرىء " سَال سيْل " أي: سال وادٍ {بعذابٍ واقعٍ للكافرين} يوم القيامة، والتعبير بالماضي لتحقُّق وقوعه، أو في الدنيا، وهو عذاب يوم بدر، وقرأ الباقون بالهمز، من السؤال، أي: طَلَبَ طالب، وهو النضر بن الحارث، حيث قال استهزاءً: {إِن كَانَ هّذاَ هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَآءِ} [الأنفال: 32] وقيل: أبو جهل، حيث قال: {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِنَ السَّمَآءِ} [الشعراء: 187] ، وقيل: هو الحارث بن النعمان الفهري، وذلك أنه لمّا بلغه قولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في عَلِيّ: " مَن كنتُ مولاه فَعَلِيٌّ مولاه "، قال: اللهم إن كان ما يقول محمد حقًّا فأَمْطِر عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السمآء، فما لبث حتى رماه الله بحَجَر، فوقع على دماغه، فخرج من أسفله، فهلك من ساعته.