بالليل حَسُن وجْههُ بالنَّهار» (?) وقال ابن عطية: إنه من قول شريك (?) لا حديث، فانظره، وقال ابن جبير: في وجوههم يوم القيامة يُعرفون به أنهم سجدوا في الدنيا لله تعالى. هـ.

ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ، الإشارة إلى ما ذكر من نعوتهم الجليلة، وما فيها من معنى البُعد مع قرب العهد للإيذان بعلو شأنه، وبُعد منزلته في الفضل، أي: ذلك وصفهم العجيب الجاري في الغرابة مجرى الأمثال، هو نعتهم في التوراة، أي: كونهم أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ، رُحَمَآءُ بينهم، سيماهم في وجوههم.

ثم ذكر وَصْفَهم في الإنجيل فقال: وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ.. الخ، وقيل: عطفٌ على ما قبله، بزيادة «مَثَلَ» ، أي: ذلك مثلُهم في التوراة والإنجيل، ثم بيَّن المثل فقال: هم كزرع أَخْرَجَ شَطْأَهُ فِرَاخَه، يقال: أشْطأ الزرع: أفرخ، فهو مُشْطِىءٌ، وفيه لغات: شطأه بالسكون والفتح، وحذف الهمزة، كقضاة. و «شطَهُ» ، بالقصر.

فَآزَرَهُ فقوّاه، من: المؤازرة، وهي الإعانة، فَاسْتَغْلَظَ فصار من الرقة إلى الغلظ، فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ فاستوى على قصبه، جمع: ساق، يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ يتعجبون من قوّته، وكثافته، وغِلظه، وحُسن نباتِه ومنظره. وهو مَثَلٌ ضربه الله لأصحابه صلّى الله عليه وسلم في بدء الإسلام، ثم كثروا واستحكموا، بتَرَقي أمرُهم يوماً بيوم، بحيث أعجب الناسَ أمرهم، فكان الإسلام يتقوّى كما تقوى الطاقة من الزرع، بما يحتفّ بها مما يتولّد منها.

وقيل: مكتوب في الإنجيل: سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع، يأمرون بالمعروف، وينْهون عن المنكر (?) . وعن عكرمة: أخرج شطأه بأبي بكر، فآزره بعمر، فاستغلظ بعثمان، فاستوى على سوقه بعليّ. (?) . وحكى النقاش عن ابن عباس، أنه قال: الزرعُ النبي صلى الله عليه وسلم، فآزره عليّ بن أبي طالب، فاستغلظ بأبي بكر، فاستوى على سوقه بعمر. هـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015