وقد وقع في بعض طرقه عند الإسماعيليّ: وكان بريدة يصلي ركعتين قبل المغرب، فلو كان الاستثناء محفوظًا لَمْ يخالف بريدة روايته.
وقد نقل ابن الجوزيّ في "الموضوعات" عن الفلاس أنه كذَّب حيانًا المذكور. انتهى (?).
قال الجامع عفا اللَّه تعالى عنه: سيأتي قريبًا -إن شاء اللَّه تعالى- تحقيق القول في رواية حَيَّان لن عبيد اللَّه المذكورة، وأن حيان الذي كذّبه الفلاس ليس هو، بل هو حيان بن عبد اللَّه مكبرًا، أبو جبلة الدارميّ، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [55/ 1939] (837)، و (البخاريّ) في "الصلاة" (503) و"الأذان" (625)، و (النسائيّ) في "الأذان" (682) و"الكبرى" (1646)، و (ابن ماجه) في "إقامة الصلاة" (1163)، و (أحمد) في "مسنده" (3/ 129 و 199 و 280 و 282)، و (الدارميّ) في "سننه" (1448)، و (عبد بن حميد) في "مسنده" (1332)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (1288)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (2120)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (1886)، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في مذاهب أهل العلم في حكم الصلاة قبل المغرب:
قال الإمام الترمذيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "جامعه": وقد اختلف أصحاب النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في الصلاة قبل المغرب، فلم ير بعضهم الصلاة قبل المغرب، وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنهم كانوا يصلون قبل صلاة المغرب ركعتين، بين الأذان والإقامة، وقال أحمد وإسحاق: إن صلّاهما فحَسَنٌ، وهذا عندهما على الاستحباب. انتهى.