رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (أَبُو الزُّبَيْرِ) محمد بن مسلم بن تَدْرُس، تقدّم قبل بابين.
2 - (طَاوُسُ) بن كيسان الْحِمْيريّ مولاهم، أبو عبد الرحمن اليمانيّ، ثقةٌ فقيه فاضلٌ [3] (ت 106) أو بعد ذلك (ع) تقدم في "المقدمة" 4/ 18.
والباقون ذُكروا في الباب.
لطائف هذا الإسناد:
1 - (منها): أنه من خماسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
2 - (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الجماعة.
3 - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ.
4 - (ومنها): أن ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما- أحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة.
شرح الحديث:
1 - (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) -رضي اللَّه عنهما- (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ) أي: في وسط الليل، ظاهر السياق يدلّ على أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقوله أولَ ما يقوم إلى الصلاة، وترجم عليه ابن خزيمة -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "صحيحه" بقوله: "الدليل على أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقول هذا التحميد بعد أن يكبر"، ثم ساقه من طريق قيس بن سعد، عن طاوس، عن ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما-، قال: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا قام للتهجّد، قال بعدما يكبّر: اللهم لك الحمد. . . ".
ولأبي داود من هذا الوجه: أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا قام للتهجّد قال بعدما يقول: "اللَّه أكبر. . . ".
("اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ) قَدَّمَ الخبرَ للدلالة على التخصيص (أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ) أي: منوّرهما، وبك يَهتدي من فيهما، وقيل: المعنى أنت المنزّه عن كل عيب، يقال: فلان مُنَوَّر؛ أي: مبرّأ من كل عيب، ويقال: هو اسمُ مَدْحٍ، تقول: فلان نُورُ البلد؛ أي: مزيّنه، قاله في "الفتح".
وقال القرطبيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: أي: منوّرهما في قول الحسن، دليله قراءة عليّ -رضي اللَّه عنه-: "اللَّه نَوّرَ السموات" بفتح النون، والواو مشدّدة، وقال ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: هادي