والباقيان ذُكرا قبله.
وقوله: (رَقَدْتُ) من باب قعد، يقال: رقد يرقُد رُقُودًا، ورُقادًا: نام ليلًا كان أو نهارًا، وبعضهم يخصّه بنوم الليل، والأول أصحّ، وفي نسخة: "بِتُّ".
وقوله: (كَيْفَ صَلَاةُ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-) وفي نسخة: "كيف كان صلاة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-".
وقوله: (فَتَحَدَّثَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَعَ أَهْلِهِ سَاعَةً) فيه جواز الحديث بعد صلاة العشاء للحاجة والمصلحة، والذي ثبت في الحديث أنه كان يَكْرَه النوم قبلها، والحديث بعدها، هو في حديثٍ لا حاجة إليه، ولا مصلحة فيه، كما سبق بيانه في بابه (?).
وقوله: (وَسَاقَ الْحَدِيثَ) الفاعل ضمير شريك بن أبى نَمِر.
وقوله: (وَاسْتَنَّ) أي: استاك.
[تنبيه]: رواية شريك بن أبي نَمِر، عن كُريب هذه ساقها البخاريُّ في "كتاب التوحيد" (?) من "صحيحه"، فقال:
(7452) حدّثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرني شريك بن عبد اللَّه بن أبي نَمِر، عن كُريب، عن ابن عباس، قال: بِتُّ في بيت ميمونة ليلةً، والنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عندها؛ لأنظر كيف صلاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالليل؟ فتحدّث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أهله ساعةً، ثم رَقَد، فلما كان ثلث الليل الآخر أو بعضه قعد، فنظر إلى السماء، فقرأ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} إلى قوله: {لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]، ثم قام فتوضأ، واستَنّ، ثم صلى إحدى عشرة ركعة، ثم أذّن بلال بالصلاة، فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى للناس الصبح. انتهى.
[تنبيه آخر]: رواية شريك هذه فيها اختصار، وأيضًا فيها مخالفة لرواية الحفّاظ الأكثرين، حيث قيد القراة بأنها إلى {لِأُولِي الْأَلْبَابِ}، والمحفوظ أنه قرأ إلى آخر السورة، وقال أيضًا: "ثم صلى إحدى عشرة ركعةً"، ورواية