وقوله: (قَالَ أُبَيٌّ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) أي: في شأنها، وتعيين وقتها

وقوله: (وَأَكْثَرُ عِلْمِي) هو من قول شعبة، كما يبيّنه بعدُ، قال النوويُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ضبطناه بالمثلّثة، وبالموحّدة، والمثلّثة أكثر. انتهى (?).

وقوله: (وَإِنَّمَا شَكَّ شُعْبَةُ فِي هَذَا الْحَرْفِ) أراد بالحرف الجملة، وهي قوله: "هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي. . . إلخ".

وقوله: (قَالَ: وَحَدَّثَنِي بِها صَاحِبٌ لِي عَنْهُ) هو من شعبة، يعني أنه لَمّا شكّ في سماعه من عبدة بن أبي لُبابة جملة "هي الليلة التي. . . . إلخ" سأل صاحبًا له سمعها من عبدة، فحدّثه بها.

[فإن قلت]: كيف أخرجه المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "صحيحه"، وفيه شكّ شعبة هذا، وكذا جهاله صاحبه؟ .

[قلت]: لا يضرّ ذلك؛ لأنه إنما أورده متابعة لرواية الأوزاعي التي لا مطعن فيها، ولأن معاذ بن معاذ رواه عنه بدون شكّ، وأخرجه بدون شكّ أيضًا ابن خزيمة في "صحيحه" من طريق النضر بن شُميل، (3/ 329) فقال:

(2188) حدّثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا النضر، حدّثنا شعبة، عن عبدة، وهو ابن أبي لبابة، قال: لسمعت زِرَّ بن حُبيش، عن أُبَيّ قال: ليلة القدر إنى لأعلمها هي الليلة التي أمونا بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هي ليلة سبع وعشرين، انتهى.

فتبيّن بهذا أن شعبة كان تارةً يشكّ، وتارة يجزم، ولعله كان يشكّ، ثم تذكّر، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:

[1787] (. . . .) - (وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ: إِنَّمَا شَكَّ شُعْبَةُ، وَمَا بَعْدَهُ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015