ومواضع النُّزُول، وما يُشتَرَى من المأكل في الأسواق، وقد جاء في حديث: "الضيافة على أهل الْوَبَر، وليست على أهل الْمَدَر"، لكن هذا الحديث عند أهل المعرفة موضوع، وقد تتعين الضيافة لمن اجتاز محتاجًا، وخيف عليه، وعلى أهل الذمة إذا اشتُرِطَت عليهم. انتهى كلام القاضي عياض (?).
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: لا يخفى أيضًا أن ما ذهب إليه الشافعيّ، وابن عبد الحكم من وجوب الضيافة على أهل الحاضر والبادي هو الأرجح؛ لعموم الأدلّة، وضعف متمسَّك من خالفهم، فتبصّر، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان" [21/ 181 و 182 و 183] (47) بهذه الأسانيد.
و(البخاريّ) في "كتاب الأدب" (6018) وفي "الرقاق" (6475)، و (أبو داود) في "الأدب" (5154)، و (الترمذيّ) في "صفة القيامة" (2500)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (2347)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (8/ 546)، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 267 و 269 و 433 و 463)، و (أبو نعيم) في "المستخرج" (169 و 170 و 171 و 172 و 173)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (506 و 516)، و (ابن منده) في "الإيمان" (298 و 299 و 300 و 301)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (8/ 164)، و (البغويّ) في "شرح السنة" (4121)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): أن هذه الأمور المذكورة في هذا الحديث من شعب الإيمان.