هذه المرأة في قومها وبلادها، فراعى في قومها ذِمَامها، وإن كانت من صميمهم.
21 - (ومنها): مشروعيّة الشكوى من الرعايا إلى الإمام عند حلول أمر شديد.
22 - (ومنها): استحباب التعريس للمسافر إذا غلبه النوم.
23 - (ومنها): أنه ذكر في "العمدة" فوائد تتعلّق بقوله: "وكنّا لا نوقظ نبيّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من منامه"، فقال:
[فإن قلت]: هذا النوم في هذه القصة هل كان مثل نوم غيره أم لا؟ .
[قلت]: قد يكون نومه كنوم البشر في بعض الأوقات، ولكن لا يجوز عليه الأضغاث؛ لأن رؤيا الأنبياء -صلوات اللَّه على نبينا، وعليهم- وحيٌ.
[فإن قلت]: ما تقول في نومه يوم الوادي، وقد قال: "إن عينيّ تنامان، ولا ينام قلبي"؟ .
[قلت]: نعم هذا حكم قلبه عند نومه، وعينيه في غالب الأوقات، وقد يندُر منه غير ذلك، كما يندر من غيره بخلاف عادته، والدليل على صحة هذا في الحديث نفسه: "إن اللَّه قبض أرواحنا"، وفي الحديث الآخر: "لو شاء اللَّه لأيقظنا، ولكن أراد أن يكون لمن بعدكم"، ويكون هذا منه لأمر يريده اللَّه تعالى من إثبات حكم، وإظهار شرع.
وجواب آخر أن قلبه لا يستغرقه النوم حتى يكون منه الحدث فيه؛ لما رُوي أنه كان محروسًا، وأنه كان ينام حتى ينفُخ، وحتى يسمع غطيطه، ثم يصلي ولا يتوضأ.
[فإن قلت]: في حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- ذُكِر وضوؤه عند قيامه من النوم.
[قلت]: النوم فيه نومه مع أهله، فلا يمكن الاحتجاج به على وضوئه بمجرد النوم إذا صلى، ذلك لملامسته الأهل، أو حدث آخر، ألا ترى في آخر الحديث: "نام حتى سمعت غطيطه، ثم أقيمت الصلاة، فصلى ولم يتوضأ".
وقيل: لا ينام قلبه من أجل الوحي، وأنه يوحى إليه في النوم، وليس في قصة الوادي إلا نوم عينيه عن رؤية الشمس، وليس هذا من فعل القلب، وقد قال: "إن اللَّه قبض أرواحنا، ولو شاء لردّها إلينا في حينٍ غيرِ هذا".
[فإن قلت]: فلولا عادته من استغراق النوم لما قال لبلال: "اكلأ لنا الصبح".
[قلت]: كان من شأنه التغليس بالصبح، ومراعاة أول الفجر، ولا يصح هذا ممن نامت عينه، إذ هو ظاهر يُدْرَك بالجوارح الظاهرة، فوكل بلال بمراعاة