9 - (زيدُ بْنُ ثَابِت) بن الضحّاك الأنصاريّ النجّاريّ، أبو سعيد، وأبو خارجة الصحابيّ الشهير -رضي اللَّه عنه-، مات سنة (5 أو 48) وقيل: بعد الخمسين (ع) تقدم في "الحيض" 22/ 793.

لطائف هذا الإسناد:

1 - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وله فيه أربعة من الشيوخ قرن بينهم.

2 - (ومنها): أن قوله: "قال يحيى بن يحيى: أخبرنا"، وقال الآخرون: "حدّثنا إسماعيل بن جعفر" فيه إشارة إلى اختلاف صيغتي الأداء؛ لاختلاف كيفيّة التحمّل، فلما كان يحيى سمع من إسماعيل بقراءة غيره عليه، قال: "أخبرنا"، ولما كان الآخرون سمعوا من لفظه، قالوا: "حدّثنا"، فقوله: "إسماعيل بن جعفر" تنازعه الفعلان قبله، فتنبّه لهذه الدقائق.

3 - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمدنيين، غير شيوخه الأربعة.

4 - (ومنها): أن فيه ثلاثةً من التابعين روى بعضهم عن بعض: يزيد بن خُصيفة، عن ابن قُسيط، عن عطاء بن يسار.

5 - (ومنها): أن صحابيّه -رضي اللَّه عنه- من مشاهير الصحابة -رضي اللَّه عنهم-، كان كاتب الوحي، وكان من الراسخين في العلم، وأعلم الناس بالفرائض، واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ) الهلاليّ مولاهم (أنه أَخْبَرَهُ) الضمير المنصوب الأول لعطاء، والثاني لابن قُسيط، أي أن عطاء بن يسار أخبر يزيد بن عبد اللَّه بن قُسيط (أَنَّهُ) أي عطاء، وفيه التفاتٌ؛ إذ الظاهر أن يقول: "أني سألت إلخ" (سَأَل زيدَ بْنَ ثَابِتٍ) -رضي اللَّه عنه- (عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ الإِمَامِ؟ ) أي عن حكم قراء المأموم خلف إمامه (فَقَالَ) زيد -رضي اللَّه عنه- (لَا قِرَاءَةَ مَعَ الإِمَامِ فِي شَيْءٍ) أي من الصلوات، يعني أنه لا يُشرع للمأموم أن يقرأ خلف إمامه، وهذا مذهب زيد وطائفة، وقد خالفهم كثير من الصحابة فمن بعدهم، فأوجبوا على المأموم قراءة الفاتحة؛ تبعًا للنصوص الصحيحة الصريحة التي توجب قراءتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015