يا أبتاه أخبرتني أن ذا اليدين لقيك بذي خُشُب (?) فقال: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلّى بهم إحدى صلاتي العشيّ، وهي العصر، فصلّى ركعتين، ثم سلّم، فقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتبعه أبو بكر وعمر، وخرج سَرَعان الناس، فلحقه ذو اليدين، فقال: يا رسول اللَّه أقصرت الصلاة، أم نسيت؟ ، قال: "ما قصرت الصلاة، ولا نسيتُ"، ثم أقبل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على أبي بكر وعمر، فقال: "ما يقول ذو اليدين؟ "، قالا: صدق يا رسول اللَّه، فرجع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وثاب الناس، فصلّى ركعتين، ثم سلّم، ثم سجد سجدتي السهو.

تابعه محمد بن بشار بُندار، والعباس بن يزيد البصري، عن معدي بن سليمان.

ومعدي هذا هو صاحب الطعام، بصريّ، يكنى أبا سليمان، روى عنه أيضا نصر بن على الجهضميّ، وأبو موسى محمد بن المثنى، وقال فيه سليمان الشاذكونيّ: كان من أفضل الناس، وكان يُعدّ من الأبدال.

وقد ضعّفه أبو زرعة، وأبو حاتم، الرازيّان، وأبو حاتم بن حبّان.

ومُطير بن سُلَيم من أهل وادي القرى، قال ابن عبد البرّ: رَوَى عن ذي اليدين، وذي الزوائد، وأبي الشموس البلوي، وغيرهم، ورَوَى عنه ابناه: شُعيث، وسُليم، وهو معروف عند أهل العلم، لم يذكره أحد بجرحة.

قال العلائيّ: وذكره ابن حبّان في كتاب "الثقات". فهذا السند حسن لا بأس به، وهو يقتضي تأخر ذي اليدين صاحب القصّة، وأنه ليس ذا الشمالين المقتول يوم بدر، وفي كلام البيهقيّ ما يقتضي أن الحاكم أبا عبد اللَّه الحافظ صحح هذا الحديث من رواية ذي اليدين، واحتجّ به.

قال الجامع عفا اللَّه تعالى عنه: في تحسين هذا الإسناد، أو تصحيح هذا الحديث نظر لا يخفى؛ وإن مُطيرًا هذا قال عنه في "ت": مجهول الحال، وقال الذهبيّ في "الكاشف" 3/ 151: لم يصح حديثه، وقال ابن التركمانيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وشعيث لم أقف على حاله. انتهى. واللَّه تعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015