إِلَّا مِنْ قِبَلِي، قَالَ: فَقُلْنَا (?): يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ؟ ، فَقَالَ: "لَا"، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ الَّذِي صَنَعَ، فَقَالَ: "إِذَا زَادَ الرَّجُلُ، أَوْ نَقَصَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ"، قَالَ: ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
1 - (الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ) بن دينار الْقُرَشيّ، أبو محمد الكوفيّ الطحّان، وربّما نُسِب إلى جدّه، ثقةٌ [11] (ت في حدود 250) (م ت س ق) تقدم في "الإيمان" 4/ 118.
2 - (حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيّ) الكوفيّ المقرئ، ثقةٌ عابدٌ [9] (ت 3 أو 204) (ع) تقدم في "الإيمان" 11/ 154.
3 - (زَائِدَةُ) بن قُدامة الثقفيّ، أبو الصَّلْت الكوفيّ، ثقةٌ ثبتٌ، سنّيٌّ [7] (ت 160) (ع) تقدم في "المقدمة" 6/ 53.
والباقون تقدّموا قبله، و"سُليمان": هو الأعمش.
وقوله: (وَايْمُ اللَّهِ) مختصرٌ من "أيمُنُ اللَّه" بحذف الهمزة والنون، وهو مبتدأ حُذف خبره، والتقدير: وايمُ اللَّه قسمي، أو خبر لمحذوف، والتقدير: قسمي وايمُ اللَّه، وإلى هذا أشار ابن مالك -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "الخلاصة" بقوله:
وَبَعْدَ "لَوْلَا" غَالِبًا حَذْفُ الْخَبَرْ ... حَتْمٌ وَفِي نَصِّ يَمِينٍ ذَا اسْتَقَرْ
قال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "وأيمُنُ" اسمٌ استُعْمِل في القسم، والتُزِم رفعه كما التُزِم رفعُ "لَعَمرُ اللَّه"، وهمزته عند البصريين وصلٌ، واشتقاقه عندهم من الْيُمْنِ، وهو البركةُ، وعند الكوفيين قطعٌ؛ لأنه جمع يَمِين عندهم، ثم اختُصِر ثانيًا، فقيل: "مُ اللَّه" بضمّ الميم وكسرها. انتهى (?).
وقال ابن الأثير -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "لَيْمُنُ"، و"أَيْمُنُ" من ألفاظ القسم، تقول: لَيْمُنُ اللَّه لأفعلنّ، وأيمُنُ اللَّه لأفعلنّ، وايمُ اللَّه لأفعلنّ بحذف النون، وفيها لغاتٌ غير هذا، وأهل الكوفة يقولون: أَيْمُن: جمعُ يمين القَسَمُ، والألف فيها ألف وصل، وتُفتح وتُكسر، انتهى (?).