لكونهما في حكم إسناد واحد، ومما يؤكّد ذلك قوله في آخر الحديث: "وزاد ابن نُمير إلخ"، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم.

2 - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالكوفيين من أوله إلى آخره.

شرح الحديث:

(عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُويدٍ) بضمّ السين المهملة، مصغّرًا، أنه (قَالَ: صَلَّى بِنَا عَلْقَمَةُ الظُّهْرَ خَمْسًا) وفي رواية ابن إدريس: "أَنَّهُ صَلَّى بِهِمْ خَمْسًا" والضمير لعلقمة، أي صلّى علمَقة بإبراهيم، ومن معه الظهر خمس ركعات (فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ الْقَوْمُ: يَا أَبَا شِبْلٍ) بكسر الشين المعجمة، وسكون الموحّدة، كنية علقمة (قَدْ صَلَّيْتَ خَمْسًا) أيَ خمس ركعات (قَالَ: كَلَّا) بفتح الكاف، وتشديد اللام: حرف رَدْع وزجر، وقد تأتي بمعنى "لا"، يقول الجعديّ [من الطويل]:

فَقُلْنَا لَهُمْ خَلُّوا النِّسَاءَ لأَهْلِهَا ... فَقَالُوا لَنَا كَلَّا فَقُلْنَا لَهُمْ بَلَى

فـ "كلّا" هنا بمعنى "لا" بدليل قوله: فقلنا لهم: بلى، و"بلى" لا تأتي إلا بعد نفي.

وقال ابن الأثير: "لا" رَدْعٌ في الكلام وتنبيهٌ، ومعناها انْتَهِ، لا تفعل، إلا أنها آكد في النفي والردع من "لا"؛ لزيادة الكاف، وقد ترد بمعنى حقًّا، كقوله تعالى: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15)} [العلق: 15]. انتهى (?).

والمناسب هنا معنى النفي، أي: لم أفعل، فيكون قوله: (مَا فَعَلْتُ) تأكيدًا له (قَالُوا: بَلَى) أي فعلت ذلك (قَالَ) إبراهيم بن سُويد (وَكُنْتُ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ) قال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- الناحية: الجانب، فاعلةٌ بمعنى مفعولةٍ؛ لأنك نَحَوتها: أي قصدتها. انتهى (?). (وَأَنَا غُلَامٌ) جملة حاليّة (فَقُلْتُ: بَلَى قَدْ صَلَّيْتَ خَمْسًا، قَالَ) علقمة (لِي: وَأَنْتَ أَيْضًا تَقُولُ ذَاكَ؟ ) وفي نسخة: "ذاك"، أي وأنت أيضًا تقول مثل قولهم، وهو إنكار عليه في قوله: "قد صلّيت خمسًا" كما أنكر عليهم ذلك، وقوله: (يَا أَعْوَرُ) قال القاضي عياض -رَحِمَهُ اللَّهُ-: فيه دليلٌ على أن قول مثل هذا لمن لا يتأذّى به، ومن عُرف به، من قرابته وتلامذته لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015