"قال: فثاب رجال من أهل الدار حولنا، حتى اجتمع في البيت رجال ذوو عدد"، ومعنى "ثاب": رجع، أو أقبل.
وفيه اجتماع أهل المحلّة على الإمام، أو العالم إذا ورد منزل بعضهم؛ ليستفيدوا منه، فقد اجتمع أهل محلة عتبان لَمّا سمعوا بمجيء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته.
وقوله: (ونُعت رجل) ببناء الفعل للمفعول، أي وُصِفَ، يقال: نَعَتَ الرجل صاحبه نَعْتًا، من باب نَفَعَ: إذا وصفه (?).
وقوله: (ثم ذكر إلخ) الضمير لشيخه أبي بكر، يعني أن أبا بكر بن نافع ذكر متن الحديث نحوَ حديث سليمان بن المغيرة الماضي في المعنى، لا في اللفظ، وهذا بيّنٌ ظاهر، من سياقه، فقد ساق النسائيّ رحمه الله تعالى رواية أبي بكر في "عمل اليوم والليلة" 1/ 593، فقال:
1105 - أخبرنا أبو بكر بن نافع، قال: حدّثنا بَهْز، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا ثابت، عن أنس، قال: حدثني عتبان بن مالك، أنه عَمِيَ، فأرسل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: تَعَالَ، فخُطَّ لي مسجدًا، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجاء قومه، وتغيب رجل منهم، يقال له: مالك بن الدُّخْشُم، قالوا: يا رسول الله إنه، وإنه، يقعون فيه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أليس يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ "، قالوا: إنما يقولها مُتَعَوِّذًا، قال: "والذي نفسي بيده، لا يقولها أحدٌ صادقًا، إلا حُرّمَتْ عليه النار" انتهى (?)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88].
قال الجامع الفقير إلى مولاه الغنيّ القدير محمد ابن الشيخ العلامة عليّ بن آدم بن موسى خُويدم العلم بمكة المكرّمة:
قد انتهيت من كتابة الجزء الأول من "شرح صحيح الإمام مسلم" المسمَّى "البحر المحيط الثَّجَّاج شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجّاج" رحمه الله تعالى