له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكبّر ... "، وفي رواية أبي نعيم: "فأقبل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يُصلّي، وأصحابه يتحدّثون ... " (وَأَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ بَيْنَهُمْ) جملة حاليّة أيضًا، أي والحال أن أصحابه - صلى الله عليه وسلم - يتحدّثون (ثُمَّ أَسْنَدُوا عُظْمَ ذَلِكَ) - بضم العين، وإسكان الظاء - أي معظمه، والإشارة إلى تحديثهم (وَكُبْرَهُ) - بضم الكاف، وكسرها - لغتان فصيحتان مشهورتان، وذكرهما في هذا الحديث القاضي عياض وغيره، لكنهم رَجّحوا الضم، وقُرئ قول الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} [النور: 11] بكسر الكاف وضمها، والكسر قراءة القراء السبعة، والضم في الشواذ (?)، قال الإمام أبو إسحاق الثعلبي المفسر رحمه الله تعالى: قراءة العامة بالكسر، وقراءة حُميد الأعرج، ويعقوب الحضرميّ بالضم، قال أبو عمرو بن العلاء: هو خطأٌ، وقال الكسائيّ: هما لغتان، ومعنى قوله: "أسندوا عظم ذلك وكبره": أنهم تحدَّثُوا، وذكروا شأن المنافقين وأفعالهم القبيحة، وما يَلْقَون منهم، ونَسَبُوا مُعْظَم ذلك إلى مالك بن دُخْشُم".
وفي رواية أبي نعيم: "وأصحابه يتحدّثون، ويذكرون المنافقين، وما يَلْقَونه منهم، حتى ارتفعت أصواتهم، واشتدّت، فذكروا مالك بن الدخشم، ويرون أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - دعا عليه، فأصابه بعض الشيء".
وقوله: (إِلَى مَالِكِ بْنِ دُخْشُمٍ) متعلّق بـ "أسندوا"، و"دُخْشُم" - بضم الدال المهملة، وإسكان الخاء المعجمة، وبعدها ميم -.
قال النوويّ رحمه الله تعالى: هكذا ضبطناه في الرواية الأولى، وضبطناه في الثانية بزيادة ياء بعد الخاء، على التصغير، وهكذا هو في معظم الأصول، وفي بعضها في الثانية مكبرٌ أيضًا، ثم إنه في الأولى بغير ألف ولام، وفي الثانية بالألف واللام.
وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى: رَوَيناه "دُخْشُم" مكبرًا، و"دُخَيْشِم" مصغرًا، قال: ورويناه في غير مسلم بالنون، بدلَ الميم، مكبرًا ومصغرًا.
وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى: "دخشم" بدال مهملة