شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَائِشَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالَا: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: "لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ"، يُحَذَرُ مِثْلَ مَا صَنَعُوا).

رجال هذا الإسناد: ثمانية:

1 - (حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى) التجيبيّ، تقدّم قبل بابين.

2 - (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) بن عتبة بن مسعود الْهُذليّ، أبو عبد اللَّه المدنيّ، ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ [3] (94) (ع) تقدم في "المقدمة" 3/ 14.

3 - (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ) الحبر البحر -رضي اللَّه عنهما-، مات سنة (68) (ع) تقدم في "الإيمان" 6/ 124.

والباقون تقدّموا في الباب.

لطائف هذا الإسناد:

1 - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- وله فيه شيخان قرن بينهما، ثم فصّل كيفيّة أدائهما على ما تقدّم بيانه غير مزة.

2 - (ومنها): أن نصفه الأول مسلسلٌ بالمصريين، والثاني بالمدنيين.

3 - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، عن صحابيين.

4 - (ومنها): أن عائشة، وابن عبّاس -رضي اللَّه عنهم- من المكثرين السبعة، وعبيد اللَّه من الفقهاء السبعة.

شرح الحديث:

(عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزهريّ أنه قال: (أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) بن عتبة (أَنَّ عَائِشَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسِ) -رضي اللَّه عنهم- (قَالَا: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) بالبناء للمفعول، ونائب فاعله الجَارّ والمجرور، والأصل: لَمّا نَزَل الموت برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "لَمّا نُزِلَ" هكذا ضبطناه "نُزِلَ" بضمّ النون، وكسر الزاي، وفي أكثر الأصول: "نَزَلَتْ" بفتح الحروف الثلاثة، وبتاء التأنيث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015