وقد نُقِل عن الأشعرىِّ أن في النساء نبيات، وجزم ابن حزم بست: حواء، وسارة، وهاجر، وأم موسى، وآسية، ومريم، ولم يذكر القرطبيّ سارة، ولا هاجر.
ونقله السهيليّ في آخر "الروض" عن أكثر الفقهاء، وقال القرطبيّ: الصحيح أن مريم نبيةٌ.
وقال عياض: الجمهور على خلافه، وذكر النووي في "الأذكار" عن إمام الحرمين أنه نَقَل الإجماع على أن مريم ليست نبية، ونسبه في "شرح المهذَّب" لجماعة، وجاء عن الحسن البصريّ: ليس في النساء نبيةٌ، ولا في الجنّ، وقال السبكيّ: اختُلِف في هذه المسألة، ولم يصحّ عندي في ذلك شيء. انتهى (?).
قال الجامع عفا اللَّه عنه: عندي أن التوقّف في هذه المسألة كما قال السبكيّ هو الحقّ؛ ليس عندنا دليل قاطع لأحد القولين، فتبصّر، واللَّه تعالى أعلم.
(اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ") هذه الجملة تقدّم أنها جملة مستأنفة استئنافًا بيانيًّا، وهو ما وقع جوابًا لسؤال مقدّر، فكانه قيل: ما سبب قتال اللَّه تعالى اليهود؟ ، فأجاب بانهم اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [3/ 1190 و 1191] (530)، و (البخاريّ) في "الصلاة" (437)، و (أبو داود) في "الجنائز" (3227)، و (النسائيّ) فيها (4/ 95 - 96)، وفي "الكبرى" (4/ 257) رقم (7092)، و (مالك) في "الموطّأ" (321) برواية محمد بن الحسن، و (أحمد) في "مسنده" (2/ 284 و 285 و 366 و 396 و 453 و 454 و 518)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (2326)، و (البيهقيّ) في