(إِلَّا مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ) - بضم الميم، بعده همزة ساكنة، ثم خاء مكسورة - هذا هو الصحيح، وفيه لغة أخرى: "مُؤَخَّرَةٌ" - بفتح الهمزة، والخاء المشددة - قال القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ -: أنكر ابن قتيبة فتح الخاء، وقال ثابت السَّرَقسطيّ: "مُؤَخَّرَةُ الرحل، ومُقَدَّمَتُهُ" بفتحهما، ويقال: "آخرة الرحل"، بهمزة ممدودة، وهذه أفصح وأشهر، وقد جمع الجوهريّ في "صحاحه" فيها ست لغات، فقال في "قادمتي الرحل": ست لغات: مُقْدِمٌ، ومُقْدِمَةٌ بكسر الدال مخففةً، ومُقَدَّم، ومُقَدَّمَةٌ، بفتح الدال مشددة، وقَادِمٌ، وقَادِمَةٌ، قال: وكذلك هذه اللغات كلها في "آخرة الرحل"، وهي الْعُودُ الذي يكون خلف الراكب، كذا نقله النوويّ في "شرحه" (?).

وقال القرطبيّ رحمه الله تعالى: قوله: "إلَّا مؤخرة الرحل"، كذا وقع ها هنا "مُؤْخِرة"، وقرأناه على من يوثَقُ بعلمه بضم الميم، وفتح الراء، والخاء المشدّدة على أنه اسم مفعول؛ لأنَّها تُؤخِّر، وأنكر هذا اللفظ يعقوب، وابن قُتيبة، وقالا: المعروف عند العرب "آخِرَةُ الرَّحْل"، وهي العود الذي خلف الراكب، وتقابله قادمته، وقيل فيها: مؤخرة بهمز الواو خفيفة، وكسر الخاء، حكاهما صاحب "الصحاح"، وأبو عُبيدة.

و"الرَّحْلُ" للبعير كالسرج للفرس، والإكاف للحمار. انتهى (?).

وعبارة ابن الصلاح في "الصيانة": "مؤخِرة الرحل": هي التي خلف الراكب، يستند إليها، والأكثر الأغلب تسميتها "آخرة الرحل"، وهي مُؤْخِرةُ الرحلِ" بميم مضمومة، ثم همزة ساكنة، ثم خاء مكسورة خفيفة، وقالها بعض الرواة بفتح الهمزة، وفتح الخاء المشدَّدة، وهو غالبٌ على ألسنة الطلبة، وليس ذلك بثابت.

وحكى القاضي عياض رحمه الله تعالى في كتابيه "مشارق الأنوار"، و"إكمال المعلم" عن ابن مكيّ أنه أنكر الكسر، وقال: لا يقال: "مُقدم"، ولا "مؤخر" بالكسر، إلَّا في العين - يعني - قولهم: مُقَدِّم العين، ومؤخرها.

قال ابن الصلاح: وهذا الذي حكاه عن أبي حفص عمر بن مكيّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015