الولدَ، وإذا سبق ماءُ المرأة ماءَ الرجل، نَزَعَت الولد"، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، قال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بُهْتٌ، فاسألهم عني قبل أن يَعْلَموا بإسلامي، فجاءت اليهود، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّ رجل عبد الله بن سلام فيكم؟ " قالوا: خيرنا، وابن خيرنا، وأفضلنا، وابن أفضلنا، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ "، قالوا: أعاذه الله من ذلك، فأعاد عليهم، فقالوا مثل ذلك، فخرج إليهم عبد الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، قالوا: شرُّنا، وابن شرنا، وتنقّصوه، قال: هذا كنت أخاف يا رسول الله. انتهى (?).
(فَقَالَ) ذلك الحبر (السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ) قال ثوبان - رضي الله عنه - (فَدَفَعْتُهُ دَفْعَةً)، أي نحّيته تَنْحيةً، وأبعدته إبعادًا (كَادَ يُصْرَعُ مِنْهَا) بالبناء للمفعول: أي يُطرح على الأرض، قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: الصَّرْعُ - أي بالفتح - ويُكسَر: الطرحُ على الأرض, كالمَصْرَع، كمَقْعَد، وهو موضعه أيضًا، وقد صَرَعه، كمَنَعَهُ. انتهى (?).
وفي رواية النسائيّ الآتية من طريق مروان بن معاوية، عن معاوية بن سلّام: "فدفعته، حتى صرعته".
(فَقَالَ) ذلك الحبر (لِمَ تَدْفَعُنِي؟ )، أي لأيّ سبب دفعتني؟ ، (فَقُلْتُ: أَلَا) بفتح الهمزة، وتخفيف اللام، وفي نسخة: بتشديدها، وهي أداة تحضيض مختصّةٌ بالجملة الفعليّة الخبريّة (تَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ؟ )، أي ألا تناديه بما فيه تعظيمه، واحترامه، وهو الوصف بالرسالة؟ ، (فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنَّمَا نَدْعُوهُ) أي نناديه (بِاسْمِهِ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ)، أي وهو محمد - صلى الله عليه وسلم -، (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِن اسْمِي مُحَمَّدٌ الَّذِي سَمَّانِي بِهِ أَهْلِي")، وفي رواية النسائيّ المذكورة: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَجَلْ، أهلي سَمَّوني محمدًا".
والمراد بأهله هنا جدّه عبد المطّلب؛ لأنه الذي سمّاه به بإلهام من الله تعالى، وهو اسم مفعول من حُمّد مضعّفًا، منقول من صفة الحمد، وهو بمعنى