أخرج له الجماعة (?)، وله في هذا الكتاب ثلاثة أحاديث فقط، برقم (2106) حديث: "لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلبٌ ... "، وكرره خمس مرّات، و (2161) حديث: "ما لكم ولمجالس الصعدات ... "، و (2875) حديث: "أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقًّا ... " الحديث.

وقوله: (بِمَعْنَى حَدِيثِ هِشَامٍ) يعني أن حديث ابن شهاب، عن عروة، بمعنى حديث هشام بن عروة، عن أبيه.

وقوله: (غَيْرَ أَن فِيهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ، فَقُلْتُ لَهَا) بنصب "غيرَ" على الاستثناء، فهي بمعنى "إلا"، أي إلا أن ابن شهاب قال في روايته: "قالت عائشة إلخ"، فخالف هشامًا، حيث إن في روايته أم سلمة، بدل عائشة، وقد تقدّم أن الصحيح، ترجيح رواية هشام، كما هو صنيع البخاريّ، فالمنكِرة هي أم سلمة، لا عائشة، وقَوّى أبو داود رواية ابن شهاب، وقد نقل ابن عبد البرّ عن الذهليّ أنه صحّح الروايتين، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

وقولها: (أُفٍّ لَكِ إلخ) كلمةٌ تُستَعْمَل في الاحتقار، والاستقذار، والإنكار، وهو المناسب هنا، قال الباجيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: والمراد بها هنا الإنكار.

و"أُفّ": اسم صوت إذا صوّت به الإنسان يُعلم أنه متضجّر، وقيل: أصل الأُفّ وَسَخُ الأظفار إذا فُتِل، ويقال: أَفَّفْتُ بفلان تأفيفًا: إذا قلتَ له: أُفّ لك، وفيها لغات، أفصحها، وأكثرها استعمالًا ضمّ الهمزة، وتشديد الفاء مكسورةً منوّنةً (?).

وقال النوويّ: في "أُفّ" عشر لغات: "أُفِ" و"أُفَ" و"أُفُ" بضم الهمزة مع كسر الفاء وفتحها وضمها، بغير تنوين، وبالتنوين، فهذه ستة، والسابعة "إِفَ" بكسر الهمزة، وفتح الفاء، والثامنة: "أُفْ" بضم الهمزة، وإسكان الفاء، والتاسعة: "أُفِي" بضم الهمزة، وبالياء، والعاشرة: "أُفّه" بالهاء، وهذه اللغات مشهورات ذَكَرهنّ كلهن ابن الأنباريّ، وجماعات من العلماء، ودلائلها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015