كان إحدانا" من غير تاء في "كان"، وهو صحيحٌ، فقد حَكَى سيبويه في كتابه في "باب ما جَرَى من الأسماء التي هي من الأفعال، وما أشبهها من الصفات مَجْرَى الفعل"، قال: وقال بعض العرب: قال امرأةٌ، فقد نَقَلَ إمام هذه الصنعة أنه يجوز حذف التاء من فِعْلِ ما له فرج من غير فصل، وقد نَقَلَه أيضًا الإمام أبو الحسين بن خَرُوف في "شرح الْجُمَل"، وذكره آخرون، ويجوز أن تكون "كان" هنا التي للشأن والقصة، أي كان الأمر، أو الحال، ثم ابتَدَأَت، فقالت: إحدانا إذا كانت حائضًا أَمَرَها، والله أعلم. انتهى (?).
وإلى هذه اللغة أشار ابن مالك: في "الخلاصة" حيث قال:
وَالْحَذْفُ قَدْ يَأْتِي بِلَا فَصْلٍ وَمَعْ ... ضَمِيرِ ذِي الْمَجَازِ فِي شِعْرٍ وَقَعْ
(إِذَا كَانَتْ حَائِضًا) تقدّم أن "حائضًا" بلا تاء هو اللغة الفصحى؛ وذلك لكونه وصفًا خاصًّا بالنساء، فلا حاجة إلى إدخال التاء، وجاء أيضًا "حائضة" بتاء بناءً له على حاضت، وجمع الحائض: حُيَّض، مثل راكع ورُكَّع، وجمع الحائضة: حائضات، مثلُ قائمة وقائمات (?). (أَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) حذف مفعوله، أي بالائتزار، ولفظ البخاريّ: "أمرها أن تتّزر" (فَتَأْتَزِرُ) بهمزة ساكنة، مضارع ائتزر، قال القرطبيّ رحمه الله: الائتزار: شدّ الإزار على الوسط إلى الركبة، وقال ابن القصّار: من السرّة إلى الركبة، وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - مبالغة في التحرّز من النجاسة، وإلا فالحماية تحصُل بخرقة تحتشي بها. انتهى (?).
[تنبيه]: قوله: "فتَأْتَزر" بالهمزة هكذا رواية المصنف، وهي اللغة الفصحى، وفي رواية البخاريّ: "فتتّزر"، بتشديد التاء الثانية، وأصله تأتزر، بوزن تفتعل، وأنكر أكثر النحاة الإدغام فيه، حتى قال صاحب "المفصّل": إنه خطأٌ، لكن نقل غيره أنه مذهب الكوفيين (?)، وحكاه الصغانيّ في "مجمع البحرين"، وقال ابن مالك (?): إنه مقصور على السماع، ومنه قراءة ابن