"أتبع" الرباعيّ أن يكون متعدّيًا لاثنين، كقولك: أتبعت زيدًا عمرًا؛ أي جعلته تابعًا له.

[تنبيه]: إنما اتّبعه المغيرة - رضي الله عنه -؛ لأمره - صلى الله عليه وسلم - له بذلك، ففي الرواية التالية: "كنت مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فقال: يا مغيرةُ خُذ الإداوة، فأخذتها، ثم خرجت معه ... " الحديث، وفي رواية النسائيّ، قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فقَرَع ظهري بعصًى كانت معه، فعَدَلَ، وعدَلتُ معه ... " الحديث، وفي لفظ: "تخلّف يا مغيرة، وامضُوا أيها الناس ... " الحديث، وفي "السنن الكبرى" للنسائيّ: قال: "كنت مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فلما كان في سحَر، ضرب عُنُق راحلتي ... " الحديث.

وفي قوله: "فاتّبعه المغيرة" التفاتٌ على رأي بعضهم؛ إذ الظاهر أن يقول: فاتّبعته، ويحتمل أن يكون عروة أدّى كلام أبيه بعبارة نفسه (?)، والأول أوضح، والله تعالى أعلم.

(بِإدَاوَةٍ) بكسر الهمزة: إناء صغير، يُحْمَل فيه الماء، جمعه أَدَاوَى، بالفتح، كفَتَاوَى (فِيهَا مَاءٌ) وعند أحمد (?) أن ذلك الماء أخذه المغيرة من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015