رَوَى عن أبيه، وعائشة - رضي الله عنهما -، وعنه الشعبيّ، وعَبّاد بن زياد، ونافع بن جُبير بن مُطْعِم، وبَكْر بن عبد الله الْمُزَنيّ، والحسن البصريّ، وغيرهم.
قال البخاريّ: قال الشعبيّ: كان خير أهل بيته، وقال العجليّ: كوفيّ تابعيّ ثقةٌ، وقال خليفة بن خياط: ولاه الحجاج الكوفة سنة (75)، وذكره في تسمية عُمّال الوليد على الصلاة بالكوفة سنة (9)، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان من أفاضل أهل بيته.
أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب هذا الحديث فقط، كرّره سبع مرّات.
8 - (الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ) بن مسعود بن مُعَتِّب الثقفيّ الصحابيّ المشهور، أسلم - رضي الله عنه - قبل الحديبية، وولي إمرة البصرة، ثم الكوفة، ومات سنة (50) على الصحيح (ع) تقدم في "المقدمة" 1/ 1، والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
1 - (منها): أنه من سباعيّات المصنّف رحمه الله، وله فيه شيخان، فرّق بينهما بالتحويل؛ لاختلافهما في كيفيّة التحمّل، فقتيبة أخذه عن الليث بالسماع، ولذا قال: "حدثنا ليثٌ"، ومحمد بن رمح أخذه سماعًا لقراءة غيره على الليث، ولذا قال: "أخبرنا الليث"، وهذا كلّه من احتياطات المصنّف، وشدّة ورعه؛ إذ ليس ذلك مما يجب، بل هو من المستحسنات، كما قال في "ألفيّة الحديث":
وَاسْتَحْسَنُوا لِمُفْرَدٍ "حَدَّثَنِي" ... وَقَارِيءٍ بِنَفْسِهِ "أَخْبَرَنِي"
وَإِنْ يُحَدِّثْ جُمْلَةً "حَدَّثَنَا" ... وَإِنْ سَمِعْتَ قَارِئًا "أَخْبَرَنَا"
2 - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه الثاني، فقد تفرّد به هو، وابن ماجه.
3 - (ومنها): أنه إلى الليث مصريّون، وقتيبة بغلانيّ، دخل مصر، وأما يحيى، وسعد ونافع فمدنيّون، والمغيرة - رضي الله عنه - وابنه كوفيّان.
4 - (ومنها): أن فيه أربعة من التابعين المدنيين يروي بعضهم عن بعض: يحيى، عن سعد، عن نافع، عن عروة.
5 - (ومنها): ما قال في "الفتح": وفيه رواية الأقران في موضعين؛ لأن