في الجسد، في الرأس: قصّ الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وفرق الرأس، وفي الجسد: تقليم الأظافير، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل أثر الغائط والبول بالماء. رواه الطبريّ، والحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين، ووافقه الذهبيّ (?).

وروى ابن أبي حاتم، عن ابن عبّاس أنه كان يقول في تفسير هذه الآية قال: عشر، ستّ في الإنسان، وأربع في المشاعر، فأما التي في الإنسان، فحلق العانة، ونتف الإبط، والختان، وكان ابن هُبيرة يقول: هؤلاء الثلاثة واحدة، وتقليم الأظفار، وقصّ الشارب، والسواك، وغسل يوم الجمعة، والأربعة التي في المشاعر: الطواف، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار، والإفاضة (?).

قال الجامع عفا الله عنه: قد نظمت خصال الفطرة المذكورة في هذا الحديث وغيره، فقلت:

يَا أَيُّهَا الطَّالِبُ حُسْنَ السِّيرَةِ ... عَلَيْكَ إِدْمَانُ خِصَالِ الْفِطْرَةِ

فَإِنَّهَا تَصُونُ حُسْنَ الصُّورَةِ ... وَتَحْفَظُ الْوُدَّ مَعَ الْعَشِيرَةِ

فَاخْتَتِنَنْ وَاسْتَكْ وَقَلِّمْ وَافْرُقِ ... وَاغْسِلْ بَرَاجِمَكَ ثُمَّ اسْتَنْشِقِ

وَمَضْمِضَنْ وَاسْتَنْثِرَنْ وَانْتَضِحَا ... وَقُصَّ شَارِبَكَ وَفِّرِ اللِّحَى

وَاسْتَنْجِ وَاحْلِقْ عَانَةً وَاغْتَسِلِ ... لِجُمْعَةٍ بِنَتْفِ إِبْطٍ أَكْمِلِ

فَتِلْكَ عَشْرٌ مَعَ خَمْسٍ وَرَدَا ... فِيمَا مِنَ الأَخْبَارِ نَقْلُهُ بَدَا

وَبَعْضُهَا بِهَا الْخَلِيلُ قَدْ بُلِي ... فَفَازَ أَنْ كَانَ إِمَامَ الْكُمَّلِ

وَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِاتِّبَاعِهِ ... يَا فَوْزَ مَنْ نَالَ سُلُوكَ شَرْعِهِ

والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الرابعة): في اختلاف أهل العلم في معنى الفطرة:

قال الخطابيّ رَحِمَهُ اللهُ: ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد بالفطرة هنا السنة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015