حيث كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فَرَطها على الحوض، فهنيئًا لَمن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَرَطَه، فما أكبر الفوز العظيم.

7 - (ومنها): ما قاله الحافظ أبو عمر رحمهُ اللهُ: قد احتج به مَن ذَهَب إلى أن أرواح الموتى على أفنية القبور، والله أعلم بما أراد رسوله - صلى الله عليه وسلم - بسلامه عليهم، وقد نادى أهلَ القليب ببدر، وقال: "ما أنتم بأسمع منهم، إلا أنهم لا يستطيعون أن يُجيبوا"، قيل: إن هذا خصوص، وقيل: إنهم لم يكونوا مقبورين؛ لقوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}، وما أدري ما هذا؟ وقد رَوَى قتادة، عن أنس - رضي الله عنه - في الميت حين يُقْبَر أنه يسمع خَفْقَ نِعَالهم إذا وَلَّوا عنه مدبرين، وهذه أمور لا يُستطاع على تكييفها، وإنما فيها الاتباع والتسليم.

قال الجامع عفا الله عنه: سيأتي تحقيق هذه المسألة بأدلّتها في موضعها من "كتاب الجنائز" - إن شاء الله تعالى.

8 - (ومنها): أن فيه جواز تمنِّي الخير، ولقاءِ الفضلاء، وأهلِ الصلاح.

9 - (ومنها): ما قاله الزرقانيّ رحمهُ اللهُ: دلّ بإثبات الأخوّة لهؤلاء على علوّ مرتبتهم، وأنهم حازوا فضيلة الآخريّة، كما حاز - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه فضيلة الأوليّة، وهم الغرباء المشار إليهم بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء"، وهم الخلفاء الذين أفادهم بقوله: "رَحِمَ الله خلفائي" (?)، وهم القابضون على دينهم عند الفتن المشار إليهم بقوله: "القابض على دينه كالقابض على الجمر" (?)، وهم المؤمنون بالغيب إلى غير ذلك مما لا يعسر على الفَطِن استخراجه من الأحاديث.

10 - (ومنها): ما قاله الحافظ أبو عمر رحمهُ اللهُ: هذا الحديث فيه دلالة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015