ظاهره واضحٌ، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى المذكور أولَ الكتاب قال:
[537] ( ... ) - (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَهُوَ ابْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الله، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةِ أَدَمٍ، فَقَالَ: "أَلَا لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ ، اللَّهُمَّ أَشْهَدْ، أتحِبُّونَ أَنَّكُمْ رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ "، فَقُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ: "أَتُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: "إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّة، مَا أَنُتُمْ فِي سِوَاكُمْ مِنَ الْأُمَم، إِلَّا كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَبْيَض، أَوْ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ").
رجال هذا الإسناد: ستّةٌ:
1 - (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ) الْهَمدانيّ الكوفيّ، ثقة حافظٌ فاضلٌ [10] (ت 234) (ع) تقدم في "المقدمة" 2/ 5.
2 - (أَبُوهُ) عبد الله بن نُممر الْهَمدانيّ، أبو هشام الكوفيّ، ثقةٌ ثبتٌ، سنيّ، من كبار [9] (ت 199) (ع) تقدم في "المقدمة" 2/ 5.
3 - (مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ) - بكسر الميم، وسكون الغين المعجمة، وفتح الواو - أبو عبد الله الكوفيّ، ثقةٌ ثبتٌ، من كبار [7] (ت 159) (ع) تقدم في "الإيمان" 10/ 146، والباقون تقدّموا قبل حديث.
وقوله: (أَدَمٍ) - بفتحتين -: جمع أَدِيم - بفتح، فكسر -، وهو الْجِلد المدبوغ، ويُجمع أيضًا على أُدُم - بضمّتين - وهو القياس، مثلُ بريد وبُرُد، قاله الفيّوميّ (?).
وقوله: (اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟ ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: معناه: أن