يتوكلون"، فقال عُكّاشة بن مِحْصَن: أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال: "نعم"، فقام آخر فقال: أمنهم أنا؟ قال: "سبقك بها عكاشة". انتهى، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.
(101) - (بَابُ كَوْنِ هَذِهِ الأُمَّةِ نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ)
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى المذكور أولَ الكتاب قال:
[535] (221) - (حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الله، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: "أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ "، قَالَ: فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: "إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّة، وَسَأخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، مَا الْمُسْلِمُونَ فِي الْكُفَّار، إِلَّا كَشَعْرَةٍ بَيْضَاءَ، فِي ثَوْرٍ أَسْوَدَ، أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ، فِي ثَوْرٍ أَبْيَضَ").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ) بن يحيى بن مُصعب التميميّ، أبو السريّ الكوفيّ، ثقةٌ [10] (ت 243) (عخ م 4) تقدم في "الإيمان" 64/ 365.
2 - (أَبُو الْأَحْوَصِ) هو: سلّام بن سُليم الْحَنَفِيّ مولاهم، الكوفيّ، ثقةٌ، متقنٌ، صاحب حديث [7] (ت 179) (ع) تقدم في "الإيمان" 4/ 115.
3 - (أَبُو إِسْحَاقَ) هو: عمرو بن عبد الله الْهَمْدانيّ السَّبِيعيّ الكوفيّ، ثقةٌ مكثرٌ، عابدٌ، اختلط بآخره، ويدلّس [3] (ت 129) (ع) تقدم في "المقدمة" 3/ 11.
4 - (عَمْرُو بْنِ مَيْمُونٍ) الأوديّ، أبو عبد الله، يقال: أبو يحيى الكوفيّ، مخضرمٌ ثقةٌ عابدٌ مشهورٌ [2] (ت 74) (ع) تقدم في "الإيمان" 11/ 152.
5 - (عَبْدُ اللهِ) بن مسعود بن غافل بن حَبيب الْهُذليّ الصحابيّ المشهور، مات - رضي الله عنه - سنة (32) (ع) تقدم في "المقدمة" 3/ 11، والله تعالى أعلم.