(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان أن زُمرةً من هذه الأمة يدخلون الجنّة بغير حساب.
2 - (ومنها): بيان كرامة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على ربِّه - عَزَّ وَجَلَّ - حيث تفضّل الله تعالى على هذه الزمرة من أمته، فأدخلها الجنّة بغير حساب، {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113].
3 - (ومنها): بيان فضل هذه الأمة ببركة نبيّها - صلى الله عليه وسلم - حيث يدخل عدد كثير منهم الجَنَّة من غير أن يحاسبوا، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: 54].
4 - (ومنها): أن فيه إثباتَ الحساب في الآخرة على الأعمال.
5 - (ومنها): أن جلّ الأمة يحاسبون على أعمالهم، وهذا الحساب ينقسم إلى قسمين: حساب عَرْضٍ، وحساب مناقشة، كما أخبر الله تعالى بذلك، حيث قال: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12)} [الانشقاق: 7 - 12].
وأخرج الشيخان عن عائشة - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس أحدٌ يحاسب يوم القيامة إلَّا هَلَك"، فقلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)} [الانشقاق: 8]؟ ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما ذلكِ العرضُ، وليس أحد يُناقَش الحسابَ يوم القيامة إلَّا عُذِّب".
6 - (ومنها): حسن تلطّف النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وكريم أخلاقه، حيث لَمْ يقل للرجل الآخر: إنك لست منهم، بل أجمل الجواب، فقال: "سبق بها عكاشة"؛ لئلا ينكسر قلبه، فهذا مصداق قوله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القلم: 4].
7 - (ومنها): ما كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - من حبّهم المنافسة في الخير، وحرصهم على الوصول إليه، فقد قال عكاشة - رضي الله عنهم - للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَمّا سمع هذا الخبر العظيم: "ادع الله أن يجعلني منهم".
8 - (ومنها): أنه يؤخذ من قوله: "تضيء وجوههم ... إلخ"، أن أنوار أهل الجَنَّة تتفاوت بحسب درجاتهم، وكذا صفاتهم في الجمال ونحوه، والله