وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابيّ رجل من بني مدلج، ورفع بها عمر
صوته (?).
(قَالَ) أبو بكر: (وَنَحْنُ فِي جَلَدٍ) بفتحتين، أي: صُلب (مِنَ الأَرْضِ،
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أُتِينَا) بالبناء للمفعول؛ أي: أدركنا العدوّ، (فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم -:
("لَا تَحْزَنْ) بإدراك العدوّ لنا، (إِنَّ اللهَ مَعَنَا") تعليل لنهيه عن الحزن؛ أي:
لأن الله تعالى معنا معيّة خاصّة بنصره، وعونه. (فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،
فَارْتَطَمَتْ فَرَسُهُ)، أي: غاصت قوائمها كما تصوغ في الرمل (إِلَى بَطْنِهَا أُرَى)
بضم الهمزة؛ أي: أظنّ، والشك من الراوي، البراء، أو من دونه، (فَقَالَ)
سراقة: (إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ، )؛ أي: فبسبب دعائكما ارتطمت
فرسي، (فَادْعُوَا لِي) لينجّيني مما وقعت فيه، (فَاللهُ) بالرفع مبتدأ وقوله: (لَكُمَا)
خبره؛ أي: ناصر لكما، وقوله: (أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا)، أي: أدعو لأن أرد، فهو
علة للدعاء، ويروى بنصب لفظة "الله"؛ أي: فأُشهد الله لأجلكما، أن أرد
عنكما المطلب، وقيل: بالجرّ أيضًا بنزع الخافض، والتقدير: أقسم بالله لكما
بأن أرد (الطَّلَبَ) وهو جمع طالب، وفي "شرح السُّنَّة": "أقسم بالله لكما على
الرد"، (فَدَعَا) النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (اللهَ) تعالى أن ينجيه (فَنَجَى)؛ أي: من الارتطام،
(فرَجَعَ) سراقة (لَا يَلْقَى أَحَدًا) من المشركين (إِلَّا قَالَ: قَدْ كفَيْتُكُمْ مَا هَا هُنَا)؛
أي: ههنا ممن يريد إلحاق الضرر بكما، (فَلَا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا رَدَّهُ، قَالَ) أبو
بكر: (وَوَفَى لنَا)، أي: وفى سُراقة بما وعده لنا من ردّ المطلب.
وقال في "المرقاة": قوله: "فقال: إني أراكما" بفتح الهمز من الرأي،
"دعوتما عليّ"؛ أي: بالمضرة، "فادعوا لي"، أي: بالمنفعة، والنجاة من
المشقة، "فالله لكما" بالرفع، وفي نسخة بالنصب، قال بعضهم: هو مرفوع
بالابتداء، أي: فالله كفيل عليّ لكما أن لا أَهُمّ بعد ذلك لغدركما، أو فالله
مستجيب، والفاء للسببية، وقوله: "أن أرد عنكما المطلب" متعلق بـ "ادعوا"؛
أي: لأن أرد، أو منصوب بإضمار فعل؛ أي: أسأل الله لكما أن أرد عنكما
الطلب؛ أي: طلب الكفار الذين طلبوكما.