قال: فأما الغلام، فإنه دُفن، فيُذكر أنه أُخرج في زمن عمر بن الخطاب،

وإصبعه على صدغه، كما وضعها حين قُتل".

وبرواية الترمذيّ استدلّ بعض المفسّرين أن المراد من أصحاب الأخدود

في سورة البروج: هؤلاء الذين آمنوا بالله بعد شهادة الغلام، ولكن رواية

الترمذيّ ليست صريحة في ذلك، أما أولًا، فلأن تلاوة آيات من سورة البروج

مدرجة من أحد الرواة، وليست جزءًا من حديث مرفوع.

وأما ثانيًا، فلأن مجرّد تلاوة هذه الآيات لا يقتضي أن تكون نزلت في

هذه القصّة، وربما يتلو بعض الرواة الآيات لكونها مناسبة بالقصّة، أو منطبقة

عليها، كما تقرّر في أصول التفسير.

وقد ذكر ابن إسحاق قصّة لأهل نجران تشابه هذه القصّة، وذكر أنها هي

القصّة المقصودة في القرآن الكريم، وراجع "تفسير ابن كثير"، قاله صاحب

"التكملة" (?).

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث صهيب - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف رحمه اللهُ.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [16/ 7480] (3005)، و (عبد الرزّاق) في

"مصنّفه" (9751)، و (الترمذيّ) في "التفسير" (3340)، و (الطبرانيّ) في

"الكبير" (7319 و 7320)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (6/ 510)، و (أحمد) في

"مسنده" (6/ 17 - 18)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (873)، والله تعالى

أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): إثبات كرمات الأولياء، فقد ظهر على يدي هذا الغلام

خوارق كثيرة.

2 - (ومنها): صبر أولياء الله تعالى على الابتلاء في ذات الله عزَّ وجلَّ، وما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015