يقال لها ذلك إلى أن تَلِد، وبعدما تضع، وهي من أنفس المال (?).
(فَقَالَ) الملَك: (بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا)؛ أي: في الناقة العشراء، وفي رواية
البخاريّ: "يُبارَك لك فيها"، بضم أوله، مبنيّاً للمفعول.
(قَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: (فَأتى)؛ أي: الملَك (الأقرَعَ، فَقَالَ) له: (أيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ
إِلَيْك؟ قَالَ: شَعَرٌ) بفتح العين الهملة، وتسكن، (حَسَن، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي
قَذِرَني) بكسر الذال، (الناسُ، قَالَ: فَمَسَحَهُ)؛ أي: مسح الملَك رأسه (فَذَهَبَ
عَنْهُ) القرع، (وَأُعْطِيَ شَعَراً حَسَناً، قَالَ) الملَك: (فَأيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ)
الأقرع: (الْبَقَرُ، فَأُعْطِي بَقَرَةً حَامِلاً، فَقَالَ) الملَك: (بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا، قَالَ)
النبي - صلى الله عليه وسلم -: (فَأتى) الملَك (الأَعْمَى، فَقَالَ) له: (أَيُّ شَيءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ)
الأعمى: (أَنْ يَرُدَّ اللهُ إِليَّ بَصَرِي، فَأبْصِرَ) بالنصب عطفًا على "يردّ"، وقال
القاري: بالنصب، والرفع. (بِهِ النَّاسَ، قَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: (فَمَسَحَهُ)؛ أي: مسح الملَك
عين الأعمى (فرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ، قَالَ) الملَك: (فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ)
الأعمى: (الْغَنَمُ، فَأعْطِيَ شَاةً وَالِداً)؛ أي: ذات ولد، ويقال: حاملاً، وقال
الطيبيّ: الوالد هي التي قد عُرف منها كثرة الولد (?). (فَأنتجَ هَذَانِ)؛ أي:
صاحب الإبل والبقر، وهما الأبرص والأقرع، (وَوَلَّدَ هَذَا)؛ أي: صاحب
الشاة، وهو الأعمى، وهو بتشديد اللام، و "أنتج" في مثل هذا شاذّ، والمشهور
في اللغة: نُتجت الناقة، بضم النون، ونتج الرجل الناقة؛ أي: حمل عليها
الفحل، وقد سمع: أُنتجت الفرس إذا ولدت، فهي نتوج، قاله في "الفتح" (?).
وقال الطيبيّ: قوله: "فأنتج هذا" هكذا الرواية، ومعناه: تولى الولادة،
والمشهور: نُتج، والناتج للإبل كالقابلة للنساء. انتهى (?).
وقال النوويّ: قوله: "شاة والدًا"؛ أي: وضعت ولدها، وهو معها.
وقوله: "فأنتج هذان وولد هذا": هكذا الرواية: "فأنتج" رباعيّ، وهي