شاكراً، ولا صابراً" (?).
4 - (ومنها): ما قاله في "المرقاة": وفي الحديث دلالة على أن حال
أكثر الخَلْق هو الاعتدال، ولو بحسب الإضافة والانتقال، فالسالك بالنظر إلى
حال طرفيه يحصل له حُسن الحال، وإيماء إلى أن المفضل على الخلق كلهم
من جميع الوجوه مثلًا أو فرضاً لا ينظر إلى من تحته؛ لئلا يحصل له العجب
والغرور، والافتخار والتكبر والخيلاء، بل يجب عليه أن يقوم بحق شكره على
النَّعماء، وأما من لم يكن تحته أحد في الفقر، فينبغي أن يشكر ربه، حيث لم
يبتله بالدنيا؛ لقلّة غَنائها، وكثرة عنائها، وسرعة فنائها، وخسة شركائها.
قال: ومجمل الحال، وخلاصة المقال، أن المؤمن إذا سَلِم دينه من
الخلل والزوال، فلا يبالي بنقصان الجاه والمال، وسائر المشقات الكائنة في
الحال والاستقبال (?)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:
[7399] ... ( ... ) - (حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعِ، حَدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثنا مَعْمَرٌ،
عَن هَمَّامِ بْنِ مُنبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ سَوَاءٍ).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
وقد تقدّموا قريبًا.
[تنبيه]: رواية همّام بن منبّه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - هذه ساقها ابن حبّان -رَحِمَهُ اللهُ-
في "صحيحه"، فقال:
(712) - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدّثنا ابن أبي
السريّ، قال: حدّثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، عن
أبي هريرة، قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّل عليه
في المال والْخَلْق، فلينظر إلى من هو أسفل منه، ممن فُضل هو عليه".
انتهى (?).