بعده سنين سبعاً، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحاً باردةً من قِبَل
الشام، فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان، إلا قبضته، حتى لو أن
أحدهم كان في كبد جبل لدخلت عليه، قال: سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
ويبقى شرار الناس في خفة الطير، وأحلام السباع، لا يعرفون معروفاً، ولا
يُنكرون منكراً، قال: فيتمثل لهم الشيطان، فيقول: ألا تستجيبون، فيأمرهم
بالأوثان، فيعبدونها، وهم في ذلك دارّة أرزاقهم، حسنٌ عيشهم، ثم يُنفخ في
الصُّور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى له، وأول من يسمعه رجل يلوط حوضه،
فيُصعق، ثم لا يبقى أحد إلا صُعق، ثم يرسل الله، أو ينزل الله قطراً، كأنه
الطَّلّ، أو الظل - نعمان الشاكّ - فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى،
فإذا هم قيام ينظرون، قال: ثم يقال: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم، {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24)}
قال: ثم يقال: أخرجوا بعث النار، قال: فيقال: كم؟ فيقال:
من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فيومئذ يُبعث الولدان شيباً، ويومئذٍ
يُكشف عن ساق". قال محمد بن جعفر: حدّثني بهذا الحديث شعبة مرات،
وعرضت عليه. انتهى (?).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّلَ الكتاب قال:
[7353] (2941) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ،
عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ
رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثاً، لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ
الآيَاتِ خُرُوجاً طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى،
وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا، فَالأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيباً").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
وكلهم تقدّموا غير مرّة، و"محمد بن بشر" هو: العبدي الكوفيّ. و"أبو
حيّان" هو: يحيى بن حيّان التيميّ الكوفيّ. و"أبو زرعة" هو: ابن عموو بن
جرير البجليّ الكوفيّ.