والباقون ذُكروا قبل بابين.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من سُداسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وأن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه

ابن المسيِّب من الفقهاء السبعة، وفيه أبو هريرة - رضي الله عنه -.

شرح الحديث:

(عَنِ الزُّهْرِيِّ) وفي رواية الإسماعيليّ: "حدَّثَنِي الزهريّ "، (عَن) سعيد (بْنِ

المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -؛ أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَقُومُ

السَّاعَةُ)؛ أي: القيامة، (حَتَّى تَضْطَرِبَ)؛ أي: يضرب بعضها بعضًا، (أَلَيَاتُ)

بفتح الهمزة، واللام: جمع أَلْية بالفتح أيضًا، مثل جَفْنة وجَفَنات، والألية:

العجيزة، وجمعها أعجاز، و"ألياتُ" مضاف إلى (نِسَاءِ دَوْسِ) بفتح الدال،

وإسكان الواو، آخره سين مهملة، القبيلة المشهورة، وهي قبيلة أَبي هريرة - رضي الله عنه -،

(حَوْلَ ذِي الْخَلَصةِ") وفي رواية البخاريّ: "على ذي الخلصة"، (وَكَانَتْ)؛

أي: ذو الخلصة، أنثها لاكتسابها التأنيث من المضاف إليه، (صَنَمًا) الصَّنَمُ

- بفتحتين -: يقال: هو الوَثَن المتخذ من الحجارة، أو الخشب، ويُروَى عن

ابن عباس، ويقال: الصَّنَمُ: المتخذ من الجواهر المعدنية، التي تذوب،

والوَثَنُ: هو المتخذ من حجر، أو خشمب، وقال ابن فارس: الصَّنَمُ: ما يُتخذ

من خشب، أو نحاس، أو فضة، والجمع: أَصْنَامٌ. انتهى (?).

(تَعْبُدُهَما) تقدَّم وجه تأنيثها، (دَوْسٌ) القبيلة المذكورة، (فِي الْجَاهِلِيَّةِ)؛

أي: في الأيام التي كانت قبل الإسلام، وأما بعد الإسلام فقد هدمها جرير بن

عبد الله البجليّ - رضي الله عنه -، فقد أخرج الشيخان عن جرير - رضي الله عنه - قال لي النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"ألا تُريحني من ذي الخلصة"، وكان بيتًا في خثعم، يسمى الكعبة اليمانية،

فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا

أثب، على الخب ل، فضرب في صدري، حتى رأيت أثر أصابعه في صدري،

وقال: "اللَّهُمَّ ثبّته، واجعله هاديًا مهديًّا"، فانطلق إليها، فكسرها، وحرّقها، ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015