(16) - (بَابُ الْفِتْنَةِ مِنَ الْمَشْرِقِ، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ)
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّلَ الكتاب قال:
[7265] (2905) - (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ (ح) وَحَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،
وَهُوَ مُسْتَقبِلُ الْمَشْرِقِ يَقُولُ: "أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا، أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَا هُنَا، مِنْ
حَيْثُ يَطْلعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (قتيبَة بْن سَعِيدٍ) ذكر في السند الماضي.
2 - (مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحِ) بن مهاجر التجيبيّ المصريّ (?) مولاهم المصري، ثقةٌ
ثَبْت من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين (م ق) تقدم في "الإيمان" 16/ 168.
3 - (اللَّيْثُ) بن سعد الإمام المشهور، ذُكر قبل باب.
4 - (نَافِعٌ) مولى ابن عمر المدنيّ الفقيه، تقدّم قريبًا.
5 - (ابْنُ عُمَرَ) عبد الله - رضي الله عنهما -، تقدّم أيضًا قريبًا.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من رباعيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وفيه ابن عمر - رضي الله عنهما - من العبادلة الأربعة،
ومن المكثرين السبعة.
شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أنهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْمَشْرِقِ يَقُولُ: "أَلَا
إِنَّ الْفِتْنَةَإ؛ أي: البلاء والشر والمحنة، قال أبو عمر بن عبد البرّ - رَحِمَهُ اللهُ -: الفتنة
ههنا بمعنى الفِتَنِ؛ لأدن الواحدة ههنا تقوم مقام الجميع في الذِّكر؛ لأنَّ الألف
واللام في، الفتنة ليسا إشارة إلى معهود، وإنما هما إشارة إلى الجنس، مثل
قوله: مي {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي} [النور: 2]، وقوله: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ} [المائدة: 38]،